الخميس، 30 سبتمبر 2010

الطالب المعاني من نقص الانتباه وفرط الحركة وحيد وسط زملائه دائماً ما يتصرف باندفاعية ويواجه صعوبات في التواصل الاجتماعي



حصة بنت محمد العندس
مؤلفة كتاب (عجز الانتباه وفرط الحركة)


إن الأطفال الذين يعانون من نقص الانتباه وفرط الحركة غالباً ما يكون لديهم مشاكل في تركيز الانتباه على العمل الروتيني الممل مثل الواجب المدرسي على الرغم من أنهم يؤدون أداء حسناً في الواجبات المثيرة أو المحفزة، إضافة إلى الملل فهم لديهم نشاط حركي عالٍ، فهم ينتقلون من نشاط إلى آخر حتى بدون أن يكملوا الأشياء التي بدؤوها.
إن نقص الانتباه وفرط الحركة هو شيء دماغي، وعدم السيطرة الذاتية هو موضوع عصبي أكثر منه من الناحية السلوكية، لهذا هناك الكثير من الأشياء التي يمكن عملها لمساعدة هؤلاء الأطفال فهناك العديد من التدخلات التي تتراوح ما بين العلاج بالأدوية والعلاج السلوكي ويكمن العمل التكاملي مع الطفل في تكاتف الجهود المبذولة له من جهة الأسرية والمدرسة بالإضافة إلى العلاج الطبي والسلوكي والتدخلات الصفية لهؤلاء الأطفال مهمة لما فيه من دعم للطفل لاجتياز العقبات التي تواجهه سواء كانت معرفية أو اجتماعية.

العلاقة مع الأصدقاء بالمدرسة:
يواجه الطلاب المصابون بنقص الانتباه وفرط الحركة صعوبات كثيرة في (المهارات الاجتماعية) ويظهر ذلك في عدم قدرتهم على تكوين علاقات اجتماعية سليمة مع زملائهم في المدرسة، حيث التصرفات التي تبدر منهم تجاه أصدقائهم نتيجة حركتهم واندفاعية تصرفاتهم في المواقف تجعل أصدقاءهم ينفرون منهم لهذا يهمشون اجتماعياً مما يسبب لهم ألماً نفسياً لنفور الآخرين منهم لذا نجدهم في مجال الأنشطة الاجتماعية أسفل السلم.
إن مشكلة الطفل فرط الحركة الرئيسية هي ضبط النفس ومشكلاته ليست ناتجة عن نقص المهارة ولكن من نقص ضبط النفس. باركلي 2000، فلو تتبعنا طفلاً يعاني من هذا الاضطراب في المدرسة وخاصة في وقت الفسحة لوجدنا أنه وحيد يدور حول زملائه ويشاكسهم، فليس له صديق محدد فالوحدة وسط المجموعة وعدم تقبل الآخرين له تجعله ثائراً وفي حالة غضب ودفاع عن النفس نتيجة لهذا الإحباط وعدم فهم هذا الطفل لأسباب مايجري حوله تظل هذه الفكرة تشغل باله وتسيطر على فكرهم مما يؤثر على مستواه الدراسي وانتباهه داخل الصف. هذا عدا عن حالة الحزن التي تخيم عليه والتي قد تكون مؤشراً لبداية الاكتئاب.

أطفال نقص الانتباه وفرط الحركة في الصف:
إن من أهم خصائص المصاب بنقص الانتباه وفرط الحركة هو ميلهم للتصرف باندفاعية أي يتصرفون قبل أن يفكروا في عاقبة تصرفاتهم. وهذا لايعني أنهم لايفهمون النظام أو القوانين أو القواعد التي تفرضها المدرسة على الطلاب ولكنهم يواجهون صعوبة في استيعابها وترجمتها إلى تصرفات لذلك كانت مشكلتهم الأساسية هي (عدم القدرة على التحكم في التصرفات) لذا هم يكرون نفس الأخطاء عدة مرات.. لهذا من الجيد أن يساعد المعلم الطالب الذي لديه نقص في الانتباه وفرط الحركة على ممارسة تقنية (توقف وفكر) قبل أن يتكلموا أو يجيبوا على الأسئلة وهي تقنية ذات فائدة عالية.
إن الغالبية من الطلاب الذين يعانون من نقص في الانتباه وفرط الحركة غير منظمين ويستغرقون وقتاً أطول لحل الواجبات فمثلاً الواجب الذي يستغرق 10 دقائق قد يستغرق منه 40 دقيقة.. كذلك بعد كل هذا المجهود منه في حل الواجب قد ينسى الواجب أما في المنزل أو في الحقيبة لايسلمه إلى المعلم (لهذا من الجيد أن يخصص المعلم مدة 5 دقائق لتسليم الواجب وتنبيه الطفل).

إن من أكبر المشكلات التي تشكل تحدياً للمعلم في المدرسة هو تعليم طالب لديه نقص انتباه وفرط الحركة حيث يشيع هذا الطالب جواً من التشتت للمعلم ويحد من قدرته على ضبط طلابه داخل الصف كذلك كثيراً ما يجلب المتاعب لنفسه دون أن يكون مدركاً لسبب ما يحدث له وكثرة الشكوى من زملائه مثل لقد ضربني.. أخذ أغراضي.. وما إلى ذلك.. وهذه المواقف اليومية والتجارب التي يمر بها تهز ثقته بنفسه فينظر إلى نفسه نظرة سلبية... لهذا التحدي في التعامل مع هذا الطالب تكمن في ضبطه في الصف وبنفس الوقت إعطاء الطلاب الآخرين حقهم. لذا وجب على المعلم وضع خطة لكيفية التعامل مع هذا الطفل ودعمه والصبر عليه ومساندته في مواجهة مشكلات ووضع برنامج لتعديل سلوكه.
أن الأطفال الذين يعانون من نقص في الانتباه وفرط الحركة يتحسن أداؤهم كثيراً من خلال (التعليم التعاوني) ومن خلال مجموعة تتألف من 3 إلى خمسة طلاب حيث يعملون مع بعضهم البعض في عمل تكميلي لايبرز عيوب أحد منهم ويحث ويحفز الطالب المتوسط الأداء لأن يتحسن وسط المجموعة دون تهكم من أي حد منهم ومن خلالها أيضاً يساند الطالب الممتاز الطالب الذي لديه نقص في الانتباه وفرط الحركة.

كيف يدعم المعلم الطالب الذي يعاني من نقص في الانتباه وفرط الحركة؟
o أولاً من الضروري أن يكون لدى الطالب مجموعة مساندة من الأفراد بالإضافة إلى الوالدين والمعلم فمثلاً المرشد وزملاؤه الطلاب الآخرون..
o العمل على نظام المكافآت الفورية وتنويعها للطالب بشكل مستمرة وبصورة دورية.
o يجب أن يشعر الطالب بأن المعلم يعطية اهتمامه وبأنه يتفهمه ويهتم لأمره.
o الاتفاق مع الطالب على إشارة معينة تنبهه في حال أساء التصرف.
o من الجيد أن يخصص المعلم وقت يومي ولو قليل لتبادل الحديث معه والوقوف على بعض مشكلاته وإعطائة توجيهات مختصرة.
o التواصل البصري معه في حال إعطائة رسائل تذكيرية.
o الاختصار في الرسائل التذكارية بحيث يكون عبارة عن كلمات مختصرة مثل (فكر في ما قلت لك) (أو توقف الآن عن عمل كذا وكذا). وغيرها من العيارات المتخصرة والحازمة.
o جميل أن يصف المعلم سلوك الطالب الإيجابي أمام زملائه مثل (شكراً على هدوئك) (أعجبني تنظيم كراستك) وغيرها من العبارات الوصفية.
o التفنن في طرق المكافأة للطالب ومدحه ووصفه في لوحة الصف ومكافأ سلوكة فورياً دون التأجيل للغد.. فالغد ليس في مخيلته.
o في الختام على المعلم أن يتذكر بألا يكون كثير التدقيق على هذا الطالب ومحاولة تصويب كل سلوك يصدر منه أو يضعه تحت المجهر وعليه تجاهل بعض سلوكياته وذلك بعدم التواصل بصرياً وتجاهل هذا السلوك وعندما يتحسن السلوك نتواصل معه ونعطية اهتماماً.
o كذلك لا ينسى المعلم أن هذا الطالب يحتاج الدعم في أمور كثيرة بداية من العمل المدرسي والواجبات والعلاقات مع الزملاء والاختبارات ونوعية الواجبات التي يجب أن تعطى لمثل هذا الطالب. وقد تسنح الفرصة لي لاحقاً بأن نتحدث عن هذه المواضيع بشكل مفصل. ولله الموفق.

المصدر - صحيفة الرياض - الجمعة 28 ربيع الآخر 1427هـ - 26 مايو 2006م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق