الجمعة، 3 ديسمبر 2010

نظرة عامة لإضطرابات النطق و اللغة


صالح الشعلان - استشاري أمراض النطق واللغة- رئيس قسم علاج النطق واللغة - مؤسسة حمد الطبية

اضطرابات الصوت Voice Disorders:
وتعرف بأنها أي خلل يؤدي إلى تغيير في جودة الصوت أو حدته أو نبرته, وتصل نسبة الإصابة بها إلى 6% تقريبًا للعمر أقل من 18سنة.ولعل أكثر الاضطرابات شيوعًا تلك المتعلقة بإساءة استخدام الصوت التي تؤدي غالبًا إلى تكون حبيبات vocal nodules على جانبي الحبال الصوتية.وفي مؤسسة حمد الطبية نجد أن أغلبية مراجعي إخصائي الصوت في وحدة علاج النطق هم من المدرسات اللائي يستعملن سلوكيات خاطئة عند استخدام الصوت, مما يؤدي إلى تكون حبيبات صوتية تشكل إعاقة لهؤلاء المدرسات أثناء ممارسة عملهن.

اضطرابات الرنين Resonance Disorders:
إن اضطرابات الرنين قد تنتج عن العديد من المشاكل العضوية التي قد تحدث في تجاويف الرنين الكلامي (الحلق والبلعوم والأنف), أو بسبب خلل في وظيفة الصمام الحلقي البلعومي, ومن الأسباب الشائعة لاضطرابات الرنين شق سقف الحلق مع أو دون وجود شق في الشفاه (الشفة الأرنبية).تلك المشاكل يمكن أن ينتج عنها زيادة الصوت الأنفي (الخنف), قلة الصوت الأنفي, أو حدوث رنين للصوت وسط البلعوم (الفم - بلعومي) cul de sac. إن العلاج لزيادة الصوت الأنفي (الخنف) البسيط يركز على علاج النطق وتصحيح مكان إخراج الهواء, بينما في حالات الخنف الشديدة والمتوسطة فإنه قد يشمل الجراحة أو استخدام الأجهزة التعويضية المساعدة, ويقوم إخصائي النطق واللغة بتقييم المريض قبل وبعد إجراء الجراحة, ويلعب دورًا حيويًا وأساسيًا في عملية التأهيل.

اضطرابات الفصاحة " التلعثم أو التأتأة" Fluency Disorders:
وهي عبارة عن تكرار الشخص للمقاطع أو الأحرف أو الكلمات بشكل يفوق نظيره الطبيعي وبدرجة تشكل عائقًا لهذا الشخص, كما قد يصاحب هذا التلعثم وجود تغيير في تعبيرات الوجه أو حركة اليدين, وقد يؤدي إلى عواقب نفسية تالية للتلعثم.وتصل نسبة الإصابة بالتأتأة إلى حوالي 2- 3% عند الأطفال, و1% عند الكبار.ومن المعروف أن التدخل المبكر عادة ما يكون فعالاً في التخلص من التلعثم عند الأطفال.

اضطرابات التواصل الناجمة عن الإصابات الدماغية Neurogenic Communication Disorders:
وهذه تشمل الاضطرابات الناجمة عن الجلطة الدماغية stroke, وتلك الناجمة عن الإصابات الدماغية المفاجئة traumatic brain injury, وتختلف أعراض الاضطرابات باختلاف السبب المؤدي إلى الإصابة. حيث تؤدي الجلطة الدماغية إلى حصول الحبسة aphasia وهي تعرف بأنها فقدان أو تضرر اللغة بسبب إصابة المخ, وتتجلى في حدوث صعوبات في الفهم أو التعبير تختلف حدتها من شخص لآخر.أما الإصابات الدماغية المفاجئة فيتميز المصابون بها بتركز معظم المشاكل في الجانب الإدراكي للتواصل cognitive-communcative disorders هذا وقد يصاحب الاضطرابات حدوث ما يعرف بالابراكسيا apraxia وهي عسر الحركة الكلامية, و تتمثل في وجود خلل في برمجة الحركات اللازمة للكلام مع عدم وجود خلل في عضلات الكلام.كما أن هناك عسر الحركة العضلية dysarthria وهي تتميز بوجود صعوبة في عملية تحريك العضلات التي تشارك في عملية التحضير للكلام والقيام به.
ويمكن رؤية اضطرابات التواصل الناجمة عن الإصابات الدماغية في مختلف الاضطرابات العضوية التي تصيب المناطق الدماغية التي تساهم في عملية الكلام والنطق مثل مرض الباركنسون, والتصلب المنتشر multipe sclerosis والشلل الدماغي, ومرض" اي ال اس" Amyotrophic lateral sclerosis وغيرها من الإصابات العصبية.
هذا وتصل نسبة الاصابة بتلك النوع من الاضطرابات إلى 8% وتكثر عادة عند كبار السن.

عسر البلع Dysphagia:
وتصل نسبة الإصابة باضطرابات البلع إلى 3%, وينتشر هذا الاضطراب عند نزلاء المستشفيات من كبار السن, والمصابين بالجلطات والإصابات الدماغية, وكذلك عند الأطفال المصابين باضطرابات في الجهاز العصبي في تناول بعض أو جميع الأطعمة مما يؤدي إلى حرمان المريض من الفوائد الصحية والاجتماعية لتناول الأطعمة.ويعمل قسم علاج النطق واللغة بالتعاون مع قسم الأنف الأذن والحنجرة في المؤسسة على إنشاء عيادة خاصة لاضطرابات البلع, نظرًا لوجود حاجة إلى فريق متكامل لمعالجة وإدارة مثل هذا النوع من الاضطرابات.

اضطرابات السمع Hearing Disorders:
وهي تشمل الأطفال الذين تم تشخيصهم من قبل إخصائي السمع على أن لديهم إعاقة سمعية قد تكون خفيفة إلى متوسطة أو شديدة, وتصل نسبة انتشار هذه الاضطرابات عند الأطفال والكبار إلى 5 %, وتصل إلى نسبة 50% عند كبار السن الذين تعدوا الخامسة والستين.وعادة ما يتم تزويد المصابين باضطرابات سمعية بمعينات سمعية لتساعدهم في عملية التأهيل النطقي اللغوي التي يقوم بها إخصائي النطق واللغة.وهناك نوعان رئيسان من الاضطرابات السمعية, أحدهما توصيلي conductive يمكن معالجته بسهولة, ويكون سببه على الأغلب هو الإصابة بالتهاب الأذن الوسطى otitis media, والآخر عصبي-حسي senseroneural, والنوع الثالث هو مزيج من النوعين.هذا ويشارك إخصائيو اللغة والنطق ضمن فريق زراعة القوقعة في عملية اختيار وتأهيل الأطفال المرشحين للخضوع لعملية زراعة القوقعة, ويلعبون دورًا رئيسًا في عملية التأهيل في مرحلة ما بعد زراعة القوقعة.

اضطرابات النطق Articulation Disorders:
وهي بعد اضطرابات اللغة تعتبر الأكثر انتشارًا حيث تصل نسبة الإصابة بها عند الأطفال إلى حوالي 10% وتتجلى هذه الاضطرابات في وجود تبديل أو تشويه أو حذف لبعض الأصوات الكلامية وبدرجة تشكل عائقًا لدى الشخص, كأن يقول الطفل "ثيارة" بدلاً من"سيارة"، وتختلف حدة هذه الاضطرابات من طفل لآخر, ولعل الاكتشاف المبكر لهذه الاضطرابات تزيد من نسبة نجاح عملية التدخل.
وهناك نوع آخر من اضطرابات الأصوات الكلامية يعرف بعسر الحركة الكلامي التطوري (أو عسر الحركة اللفظي التطوري) Developmental Apraxia of Speech, وهو عبارة عن اضطراب في الجهاز العصبي ويؤثر على القدرة على تسلسل ونطق الأصوات الكلامية والمقاطع والكلمات, وهو لا ينتج من ضعف أو شلل في العضلات, حيث تكمن المشكلة في التخطيط الدماغي لحركة أجزاء الجسم المستخدمة للكلام (كالشفاه, والفك, واللسان)، فالطفل يعرف ما يريد قوله, ولكن الدماغ لا يستطيع إرسال التعليمات الصحيحة لتحريك أجزاء الجسم المستخدمة للكلام بالطريقة التي يجب أن تحرك بها.

اضطرابات اللغة النمائية Developcental Language Disorders:
وتصل نسبة الإصابة بها إلى حوالي10% عند الأطفال.وتتميز بوجود صعوبة لدى الطفل في مجال الاستيعاب والتعبير والاستخدام الاجتماعي للغة وبصورة تشكل عائقًا أمام اندماج الطفل في محيطه. وتنقسم الاضطرابات النمائية اللغوية إلى نوعين رئيسين: الأول منهما ليس له سبب عضوي واضح, ويعرف أحيانًا باسم الاضطراب اللغوي المحدد specific language impairment والآخر يتميز بوجود سبب عضوي معروف وراء هذه الاضطرابات, كما نراه عند الأطفال المصابين بمتلازمة داون, والشلل الدماغي, وفقدان السمع, واضطرابات الطيف التوحدي autistic spectrum disorders,... إلخ. كما تتزامن الاضطرابات اللغوية مع العديد من المتلازمات الأخرى, مثل متلازمة كرموسوم إكس الضعيف fragile x syndrome هذا وتتميز عملية التدخل في هذه الاضطرابات بأنها فعالة في تحسين حياة الطفل أو البالغ, وقد تتكلل جهود التدخل في تسهيل عملية اندماج هذا الشخص مع مجتمعه, وفي كثير من الأحيان يتم اندماج هذا الشخص مع نظرائه من ذوي التطور الطبيعي في مجال اللغة والنطق والسمع.ولعل من الأمور التي تسهل نجاح عملية التدخل وجود اكتشاف مبكر لاضطرابات النطق واللغة والسمع, كما تشكل المشاركة الفعالة للأسرة في عملية التدخل ركنًا أساسيًا من أركان التدخل الناجح.

المؤشرات التي تستدعي سرعة إجراء التقييم اللغوي والنطقي:
عدم صدور المناغاة حتى سن 12 شهرًا.
(ب) عدم استخدام الإيماءات والإشارة إلى الأشياء حتى عمر 12 شهرًا.
(ج) عدم نطق كلمات مفردة حتى عمر 16 شهرًا.
(د) عدم نطق جمل من كلمتين وبشكل عفوي حتى عمر 24 شهرًا.
(هـ) الكلام غير مفهوم حتى عمر 24 شهرًا
(و) تراجع المهارات في أي عمر:
o فقدان اللغة أو المناغاة.
o فقدان المهارات الاجتماعية.

المشاكل النطقية و اللغوية المتوقعة لذوي متلازمة داون



سناء جميل أبونبعة

عادة يتم اكتشاف أن الطفل مصاب بمتلازمة داون مباشرة عند الولادة , ويجب أن يتم البدء بتقديم الخدمات لهؤلاء الأطفال بمجرد أن يتم التشخيص .
وتعد برامج التدخل المبكر للتعامل مــع أي طفل لتحقيق الحاجات الجسدية و التطور التواصلي واللغوي والتطور الاجتماعي والعاطفي . و يكون التدخل من عمر ( 0 - 2 سنة ) تدخلا" مبكرا" يهدف إلى الوقاية و تخفيف الآثار المتوقعة و ذلك استعدادا" للمستقبل , و يتم التركيز خلال هذه الفترة على الإرشاد الأسري و / أو التعامل المباشر مع الطفل .

التقييم النطقي واللغوي - من عمر ( 0 - 2 سنة :
ويشمل التقييم النطقي واللغوي و التدخل المبكر خلال السنتين الأولين لأطفال متلازمة داون على ما يلي :-
o قياس السمع .
o تقييم مهارات الأكل والشرب والرضاعه ومشاكلها .
o وسائل التواصل المساعدة - فالتواصل لا يشمل اللغة و النطق فقط ولكن أيضا" جميع وسائل التواصل مــن تعابــير الوجه و الابتسام والحركات والإشارة, و الهدف من الاتصال كما هو معروف هو أن يفهم الناس بعضهم بعضا" و أن يتم ذلك بفعالية
o تنمية جميع المهارات الحسية و اللمسية و التغذية الراجعة الحسية

برامج التدريب من عمر ( 0 - 2 سنة :
وتعتمد برامج التدريب من عمر ( 0 - 2 سنة ) في الغالب على المنزل حيث يقوم الاختصاصين بعمل جلسات تدريبية للأهل, و يشمل التدريب غالبا" الاستثارة الحسية حيث يكون لدى معظم الأطفال ذوي متلازمة داون مشاكل باللمس و بالتالي قد يرفضون تفريش أسنانهم و / أو قد يكون لديهم تفضيل لبعض الأطعمة أو الكثافات المعينة من الأطعمة أو الأطعمة المخلوطة معا". ويعرف ذلك بحساسية اللمس ( Tactile Defensiveness ) وباستخدام التدريبات الحركية الشفية ( Oral - Motor Exercises ) تصبح حساسية الفم و الشفتين و اللسان أفضل , مما يمكن هؤلاء الأطفال من التحسن التدريجي . و يمكن عند ذلك أن تتحسن قدرتهم على المناغاة و إصدار الأصوات . و رغم الصعوبة فإنه غالبا" ما يعتمد 95 % من أطفال متلازمة داون على الكلام كوسيلة تواصل أساسية. بينما قد يحتاج بعضهم إلى وسائل تواصل انتقالية ( لغة الإشارة - لوحات التواصل - أنظمة اتصال بالكمبيوتر - لوحات إلكترونية أو كهربائية ) لحين توفر القدرة على الاعتماد على الكلام .

التعامل مع تنمية جميع المهارات الحسية و اللمسية :
وينبغي كذلك التعامل مع تنمية جميع المهارات الحسية و اللمسية و التغذية الراجعة الحسية و من ذلك :-
o تنمية المهارات السمعية حيث يكثر احتمال الإصابة بالتهابات الأذن الوسطى ووجود سوائل بالأذن رغم عدم وجود مظاهر التهاب الأذن .
o التأكد من عدم وجود مشاكل بالأكل و التعامل معها إن وجدت .
o التأكد من عدم وجود مشاكل تنفسية و التعامل معها إن وجدت .
o تنمية المهارات البصرية .
o تنمية المهارات اللمسية .
o تنمية مهارات التمييز السمعي .
o تقوية الذاكرة .

برامج التدريب بعد الثالثة من العمر :
و عندما يبلغ الطفل السنة الثالثة من العمر وما فوق يصبح التدخل و التعامل من المشكلات التي يواجهها الطفل مباشرا" , و في الغالب ليس هنالك نمط معين للمشاكل النطقية و اللغوية خاصة بذوي متلازمة داون و لكن يلاحظ أن معظم مشاكلهم تعبيرية أكثر من كونها استيعابية , وتكون المفردات أسهل من النحو في الاكتساب و الاستعمال , كما أن لدى بعضهم مشاكل في تسلسل الأصوات في الكلمات و كلما كانت الكلمات أطول كلما كانت الصعوبة أكثر , كما أن لدى معظمهم مشاكل في وضوح الكلام - فهم الآخرين لهم - و هذا عائد في الغالب إلى عدم وضوح مخارج الأصوات واستمرارهم في تطبيق بعض العمليات الصوتية مثل حذف مقطع و المماثلة ( Assimilation ) , كما أن لدى الكثير منهم مشاكل في التمييز السمعي مما يؤثر على سماعهم لأنفسهم و الآخرين و تصحيح أخطائهم ( التغذية الراجعة ) , مثل التمييز بين المجهور و المهموس ( س - ز / ت - د ) . كما قد تظهر لدى البعض منهم مشاكل في الطلاقة ( التأتأة ).
وينبغي لفت الانتباه إلى أن مستوى نطق و لغة الطفل تكون مناسبة لعمره العقلي و ليس لعمره الزمني . كما لا يخفى أن كل طفل هو حالة خاصة لها فرديتها, و لكن عموما" هناك خطوط عامة مشتركة , و لذلك يكون إعداد برنامج التدريب فرديا" حسب نمط المشكلة و احتياجات كل طفل على حدة .

البرنامج المنزلي :
ينبغي إدراك أن الأسرة يجب أن تشترك وتكون جزءا من البرنامج, و هذا يشمل الأخوة و العائلة الكبرى الممتدة و الأصدقاء و المعلمات , حيث يتعلم الطفل الاستعمالات اللغوية من أنماط الحياة اليومية حيث توفر الأسرة و الأصدقاء أجواء حقيقية للطفل , و يشاركونه في الحديث , ويساعد اختصاصي النطق و اللغة كل طفل في تسهيل عملية التواصل بفاعلية بشكل مباشر أو إعداد برنامج منزلي لتطبيقه في المنزل أو الاثنين معا .

التدريب النطقي و اللغوي :
و الخلاصة فإن التدريب النطقي و اللغوي يعد لكل طفل حسب حاجاته الخاصة و يتم التركيز على الأمور التالية :-
o تمرينات تحضيرية لمحايدة الإحساس .
o تمرينات تحضيرية لأعضاء النطق ( حركية و شفية ) .
o تنمية مهارات الحضور و الانتباه و التركيز و إطاعة الأوامر .
o التكامل الحسي لجميع الحواس .
o مهارات ما قبل اكتساب اللغة .
o زيادة المفردات .
o تنمية اللغة الاستقبالية .
o تقوية الذاكرة السمعية و مهارات التمييز السمعي .
o زيادة طول الجمل .
o استعمال اللغة بشكل صحيح في التواصل الاجتماعي .
o ثم العمل على وضوح الكلام بشكل يناسب قدرة كل طفل أقصى ما يمكنه تحقيقه من تقدم.
و ينبغي دائما" التذكير بأهمية البدء بالتعامل المبكر مع الطفل , أي بمجرد الاكتشاف أو في أقرب وقـــت متاح للبدء بالتحضير و التدريب .

أمراض الكلام عند الأطفال وطرق علاجه


وفيق صفوت مختار

تتعدد أمراض الكلام المنتشرة بين الأطفال الصغار، لكننا سنوجزها في أهم هذه الأمراض شيوعاً بين الأطفال وهي: اللجلجة، والعي، والتلعثم، والثأثأة.

أولاً: اللجلجة:
اللجلجة اصطلاح يشير إلى "التمتمة" و"الفأفأة" و"التأتأة" في النطق، واللجلجة أكثر عيوب النطق شيوعاً بين الأطفال، وأسبابها معقدة، ولكن النظرية القائلة بأن أساسها ومنشأها يرجعان إلى عوامل نفسية هي أكثر النظريات العلمية شيوعاً وقبولاً.
ولعل أهم العوامل التي ترجع إليها الإصابة بمرض اللجلجة هو ما يشعر به المريض من قلق نفسي وانعدام الشعور بالأمن والطمأنينة منذ طفولته المبكرة، ويمكننا أن نتبين أثر القلق وانعدام الأمن عند الطفل من الأثر الانفعالي الذي يعاني منه عندما يتكلم فلأنه يشعر بالقلق فإنه يصبح متوترا لذلك يتلعثم ويتلكأ في إخراج الكلام بصورة تامة نتيجة لتخوفه المواقف التي يخشى مواجهتها، أو عندما يكون في صحبة أشخاص غرباء، وبمرور الأيام يتعود الطفل اللجلجة وقد يزداد معه الشعور بالنقص وعدم الكفاءة.
والواقع فإن الطفل الذي يعاني من اللجلجة يستطيع التكلم بطلاقة في بعض الأحيان عندما يكون هادئ البال أو أن يكون بمعزل عن الناس أن مثل هذه المواقف تخلو تماماً من الخوف والاظطرابات الانفعالية التي يعاني منها عندما يضطر إلى الكلام في مواجهة بعض الأشخاص وعلى الأخص ممن يتهيبهم.
وقد دلت كثير من البحوث العلمية على أن الأسباب الأساسية للقلق النفسي الذي يكمن وراء اللجلجة تتلخص في إفراط الأبوين ومغالاتهم في رعاية وتدليل الطفل أو محاباته وايثاره على إخوته، أو العكس كأن يفتقر الطفل إلى عطف الأبوين، أو العيش في جو عائلي يسوده الشقاق والصراع بين أفرادها، أو لتضارب أساليب التربية أو لسوء التوافق والإخفاق في التحصيل المدرسي.
وقد يكون سبب اللجلجة عند بعض الأطفال هو عدم تمكنهم من اللغة بالقدر الذي يجعلها طوع أمرهم وفي متناولهم، فيؤدي تزاحم الأفكار بسبب قصور ذخيرتهم اللغوية واللفظية إلى اللجلجة. وقد يكون سبب اللجلجة أحيانا أن الطفل يتكلم في موضوع لا يهمه أو يعنيه أو لا يفهمه معتمداً على الحفظ الآلي وبذلك تكون اللجلجة وسيلته كلما ضاع منه اللفظ المناسب.

ثانياً: العي:
يقصد بالعي تلك الحالة التي يعجز الفرد فيها عن النطق بأي كلمة بسبب توتر العضلات الصوتية وجمودها، ولذلك نرى الفرد الذي يعاني من العي يبدو كأنه يبذل مجهوداً خارقاً حتى ينطق بأول كلمة في الجملة فإذا تم له ذلك يندفع كالسيل حتى تنتهي الجملة ثم يعود بعدها إلى نفس الصعوبة حتى يبدأ الجملة الثانية وهكذا.
ومن الثابت علمياً أن أغلب حالات العي أسبابها نفسية وإن كان بعضها تصاحبه علل جسمانية كالتنفس من الفم، أو اضطرابات في الجهاز التنفسي أو تضخم اللوزتين أو لحمية في الأنف إلى غير ذلك.
وكثير من حالات العي تبدأ في أول الأمر في شكل لجلجة وحركات ارتعاشية متكررة تدل على المعاناة من اضطرابات انفعالية واضحة ثم يتطور الأمر بعد ذلك إلى العي الذي يظهر فيه حالات التشنج التوقفي، ويبدو على المريض أعراض المعاناة والضغط على الشفتين وتحريك الكفين أو اليدين، أو الضغط بالقدمين على الأرض أو الإتيان بحركات هستيرية في رموش وجفون العينين وكلها أعراض تدل على الصعوبة التي يعاني منها المريض عند محاولة الكلام خصوصاً في المواقف الاجتماعية الصعبة.
وواقع الأمر فإن الحركات العشوائية وغير العشوائية والهستيرية التي يأتيها المريض إنما يهدف منها إلى أن تساعده على التخلص من عدم القدرة على الكلام والتخلص أساسا من التوتر النفسي الذي يعوقه عن إخراج الكلام.

ثالثاً: التلعثم:
يقصد بالتلعثم عدم قدرة الطفل على التكلم بسهولة فتراه يتهته، ويجد صعوبة في التعبير عن أفكاره فتارة ينتظر لحظات حتى يتغلب على خجله، وأخرى يعجز تماما عن النطق بما يجول في خاطره.
والتعلثم ليس ناشئاً عن عدم القدرة على الكلام فالمتلعثم يتكلم بطلاقة وسهولة في الظرف المناسب أي إذا كان يعرف الشخص الذي يكلمه، أو إذا كان أصغر منه سناً أو مقاماً. وأول ما يشعر به المتلعثم هو شعور الرهبة أو الخجل ممن يكلمه فتسرع نبضات قلبه ويجف حلقه ويتصبب عرقاً، فيتمنى لو أمكن أن يملك عواطفه ويستعيد هدوءه حتى يتابع الكلام في سهولة.
ويبدأ التلعثم عادة في سن الطفولة، وقد يشفى الطفل منه ولكن يعاوده من جديد إذا أصيب بصدمة نفسية حتى ولو كان مضى على شفائه سنين عديدة. والطفل إذا شعر بهذا النقص نشبت في نفسه حرب داخلية للتغلب عليه، ومما يزيده بؤسا ملاحظات من حوله على طريقة كلامه أو تعمد إحراجه.
وقد ينشأ التلعثم عن واحد أو أكثر من الأسباب التالية:
o قد تتقلص عضلات الحنجرة نتيجة خوف أو رهبة فتحجز الكلمات قبل خروجها ولا يقوى الطفل على النطق بأي كلمة أو يقول أأأ ـ ولا يستمر أكثر من ذلك حتى يزول خوفه وتتفتح حنجرته.
o قد لا يتنفس الطفل تنفساً عميقاً قبل بدء الكلام فينطق بكلمة أو كلمتين ثم يقف ليتنفس ويستمر كذلك بين تكلم واستراحة فيكون كلامه متقطعاً.
o قد يتنفس الطفل تنفساً عميقاً قبل الكلام ولكنه يسرف في استعمال الهواء الموجود في رئتيه فيستنفده في بضع كلمات.
o قد يكون التوازن معدوماً بين عضلات الحنجرة واللسان والشفتين فينطق بأحد الحروف قبل الآخر، أو يدغم الحروف بعضها في بعض.
بقى أن نشير إلى أن الطفل المتلعثم في الفصل المدرسي موقفه صعب للغاية فهو يدرك عدم قدرته على التعبير بفصاحة ووضوح عما يخالج نفسه، ويجد لذلك أمامه طريقين إما أن يصمت ولا يجيب عن أسئلة المعلم، وإما أن يبذل جهده ليعبر عما في نفسه وهو يعلم أن أقرانه في الفصل يتغامزون عليه.

رابعاً: الثأثأة:
يقصد بالثأثأة إبدال حرف بحرف آخر، ففي الحالات البسيطة ينطق الطفل الذال بدلاً من السين، والواو أو اللام أو الياء بدلاً من الراء، وقد يكون ذلك نتيجة لتطبع الطفل بالوسط الذي يعيش فيه. وقد ينشأ ذلك نتيجة تشوهات في الفم أو الفك أو الأسنان تحول دون نطق الحروف على وجهها الصحيح.
وينطق الطفل في الحالات الشديدة بألفاظ كثيرة غير مفهومة وهذا ينتج عن عيب في سمع الطفل يمنعه من تمييز الحروف والكلمات التي يسمعها ممن حوله، ونطق السين ثاء من أكثر عيوب الكلام انتشارا. لذلك هناك تمرينات تساعد الطفل على التخلص من هذه العيوب يمكن اتباعها مع أخصائي العلاج.

وسائل العلاج
يحتاج علاج اضطرابات وأمراض الكلام إلى صبر وتعاون الآباء والأمهات، فإن لم يتعاونوا فشل العلاج أو طال أمده. وينحصر العلاج في الخطوات التالية:
o العلاج الجسمي:
التأكد من أن المريض لا يعاني من أسباب عضوية خصوصا النواحي التكوينية والجسمية في الجهاز العصبي، وكذلك أجهزة السمع والكلام، وعلاج ما قد يوجد من عيوب أو أمراض سواء كان علاجاً طبياً أو جراحياً.
o العلاج النفسي:
وذلك لتقليل الأثر الانفعالي والتوتر النفسي للطفل، كذلك لتنمية شخصيته ووضع حد لخجله وشعوره بالنقص، مع تدريبه على الأخذ والعطاء حتى نقلل من ارتباكه. والواقع فإن العلاج النفسي للأطفال يعتمد نجاحه على مدى تعاون الآباء والأمهات لتفهمهم للهدف منه، بل يعتمد أساسا على درجة الصحة النفسية لهم. وعلى الآباء معاونة الطفل الذي يعاني من هذه الاضطرابات بأن يساعدوه على ألا يكون متوتر الأعصاب أثناءالكلام، حساساً لعيوبه في النطق، بل عليهم أن يعودوه على الهدوء والتراخي وذلك بجعل جو العلاقة مع الطفل جوا يسوده الود والتفاهم والتقدير والثقة المتبادلة. كما يجب على الآباء والمعلمين أيضاً محاولة تفهم الصعوبات التي يعاني منها الطفل نفسياً سواء في المدرسة أو في الأسرة كالغيرة من أخ له يصغره أو الحنق على أخ له يكبره، أو اعتداء أقران المدرسة عليه، أو غير ذلك من الأسباب، والعمل على معالجتها وحمايته منها لأنها قد تكون سبباً مباشراً أو غير مباشر فيما يعانيه من صعوبات في النطق.
وقد يستدعي العلاج النفسي تغيير الوسط المدرسي بالانتقال إلى مدرسة أخرى جديدة إن كانت هناك أسباب تؤدي إلى ذلك.
كما يراعى عدم توجيه اللوم أو السخرية للطفل الذي يعاني من أمراض الكلام سواء من الآباء أو الأمهات أو المعلمين أو الاقران.
o العلاج الكلامي:
وهو علاج ضروري ومكمل للعلاج النفسي ويجب أن يلازمه في أغلب الحالات. ويتلخص في تدريب المريض ـ عن طريق الاسترخاء الكلامي والتمرينات الإيقاعية وتمرينات النطق ـ على التعليم الكلامي من جديد بالتدريج من الكلمات والمواقف السهلة إلى الكلمات والمواقف الصعبة، وتدريب جهاز النطق والسمع عن طريق استخدام المسجلات الصوتية. ثم تدريب المريض لتقوية عضلات النطق والجهاز الكلامي بوجه عام. والقصد من أن يلازم العلاج النفسي العلاج الكلامي هو أن مجرد علاج اللجلجة أو العي أو غيرهما من أمراض الكلام إنما نعالج الأعراض دون أن نمس العوامل النفسية التي هي مكمن الداء، ولذلك فإن كثيرين ممن يعالجون كلاميا دون أن يعالجوا نفسيا ينتكسون بمجرد أن يصابوا بصدمة انفعالية، أو انهم بعد التحسن يعودون إلى اللجلجة وتسوء حالتهم من جديد دونما سبب ظاهري، كما أنهم عادة يكونون شخصيات هشة ليست لديهم القدرة على التنافس مع أقرانهم سواء في المدرسة أو في وسطهم العائلي.
ونوجه نظر الآباء والمربين بعدم التعجل في طلب سلامة مخارج الحروف والمقاطع في نطق الطفل، ذلك لأن التعجيل والإصرار على سلامة مخارج الحروف والمقاطع والكلمات من شأنه أن يزيد الطفل توتراً نفسياً وجسمياً ويجعله يتنبه لعيوب نطقه، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة ارتباكه ويعقد الحالة النفسية ويزيد اضطراب النطق. مع مراعاة أن سلامة مخارج الألفاظ والحروف والمقاطع في نطق أي طفل يعتمد أساساً على درجة نضجه العقلي والجسمي، ومدى قدرته على السيطرة على عضلات الفم واللسان، وقدرته على التفكير، وفوق كل ذلك درجة شعوره بالأمن والطمأنينة أو مدى شعوره بالقلق النفسي.
o العلاج البيئي
يقصد بالعلاج البيئي إدماج الطفل المريض في نشاطات اجتماعية تدريجياً حتى يتدرب على الأخذ والعطاء وتتاح له فرصة التفاعل الاجتماعي وتنمو شخصيته على نحو سوي، ويعالج من خجله وانزوائه وانسحابه الاجتماعي، ومما يساعد على تنمية الطفل اجتماعياً العلاج باللعب والاشتراك في الأنشطة الرياضية والفنية وغيرها. هذا كما يتضمن العلاج البيئي ارشادات للآباء القلقين إلى أسلوب التعامل السوي مع الطفل كي يتجنبوا إجباره على الكلام تحت ضغوط انفعالية أو في مواقف يهابها، إنما يتركون الأمور تتدرج من المواقف السهلة إلى المواقف الصعبة مع مراعاة المرونة لأقصى حد حتى لا يعاني من الإحباط والخوف، وحتى تتحقق له مشاعر الأمن والطمأنينة بكل الوسائل.

المصدر - أمومة وطفولة - حواء -
www.balagh.com

اللجلجة في الكلام وأسبابها النفسية


صبحي عبداللطيف المعروف
تعتبر اللجلجة في الكلام إحدى اضطرابات الكلام الشائعة، ولابد لنا من الاهتمام بهذا الموضوع اهتماماً كبيراً. وتتميز هذه الظاهرة إما باعادة الحروف أو حرف واحد أو التخلف والتأخر في نطق الكلمة، وبهذا الشكل يكون هناك بعض الصعوبات للتعسير، فتصور طفلاً يلاقي هذه الصعوبة، مما يؤدي إلى الإحراج.

أنواعها:
هناك نوعان من اللجلجة
o النوع الأول هو النوع الذي يكون مؤقتاً وتظهر أثناء نمو الطفل وخاصة في مرحلة تكوين الجمل بين السنة الثانية والسنة الثالثة.
o النوع الثاني هو اللجلجة المستمرة أو ما تسمى بالمزمنة وهذه تبدأ في بداية محاولة الأطفال للكلام.

أسبابها:
1 ـ الوراثة.
2 ـ القلق النفسي.
3 ـ أو بسبب تلف في مراكز الكلام بالمخ.
ويتضح لنا أن الأسباب النفسية إلى اللجلجة في الكلام عامل مهم وأساسي والمشاكل العائلية وانفصال الوالدين والاهتمام بأخ دون آخر والعنف والقسوة التي يتم استعمالها بحيث تصل إلى درجة لا يتمكن الطفل التعبير عن نفسه وعن شعوره وإحساسه. ومن الأسباب النفسية الأخرى هي المصاعب والمشاكل في المدرسة وعلى المرشدين التربويين ملاحظة ذلك في المدارس وتسجيل هذه الملاحظات في البطاقات المدرسية ومن الأسباب النفسية الأخرى هي تعدد الفترات الحرجة التي يمر بها الطفل وذلك بكثرة تنقلاته من مدرسة إلى أخرى مما يجعله دون شك غير مستقر وقلق نفسياً.
ويزداد لدى الذكور منه لدى الأناث. وربما يرجع ذلك إلى بعض الفروق في أجهزة النطق ومدة النضج وكذلك تزداد النسبة بين الأطفال المتوسطي الذكاء ودون المتوسط بسبب تأخر نضوج المخ وبسبب الكدمات والإصابات ا لمخية الأخرى وتقل نسبة حدوث هذا المرض بين الأطفال ذوي الذكاء العالي.

العلاج
ومن الطرق المهمة للعلاج هو سماع الطفل لنفسه حيث يزداد توتراً عندما يستمع إلى ذاته، حينذاك يزداد رغبة في تغيير السلوك بما يتعلق بهذا الانفعال ويمكننا تدريبه بواسطة الاستماع لشخص آخر ويبدأ بالنطق بعده وبالامكان تكرار هذا التمرين في جو يسوده الثقة والاستقرار النفسي والحب والحنان فسوف نلاحظ تطوراً ملحوظاً للقضاء على اللجلجة وعلى كل مظاهر أو اضطرابات الكلام.

المصدر : مجلة الام والطفل /العدد397/1980م

التواصل واضطراب اللغة


مقدمة في اللغة و التخاطب


تعد الاستراتيجية التعليمية المعروفة بالطريقة الملفوظة التي تؤكد على المظاهر اللفظية في البيئة ، وتتخذ من الكلام وقراءة الشفاه المسالك الأساسية لعملية التواصل0 وتلقى هذه المسالك تعضيداً ومساندة من خلال تنمية مهارات القراءة والكتابة ، وتنمية الجزء المتبقي من السمع من خلال المعينات السمعية والتدريب السمعي

إن العدد الكبير من المربين ممن يؤيدون هذا الاتجاه يلخصون فلسفتهم ويعبرون عن أهدافهم في العبارة التالية التي قالها " ميلر " : إننا نعتقد في وجوب إتاحة كل الفرص الممكنة أمام كل طفل معوق لتنمية هذه القدرة بمساعدة المنزل والمدرسة والمجتمع حتى يستطيع أن يحتل مكانه الصحيح في العالم الذي يعيش فيه ( ميلر 1970 )

تجدر الإشارة الى أنه في كثير من النظم التعليمية في الدول المختلفة يبدأ تعليم الطفل الأصم بشكل تقليدي في فصول تعتمد على أساليب التواصل الملفوظ ، وبعدئذ يسمح للطفل باستخدام الأساليب اليدوية . ربما يبدأ تدريب الأطفال على الطرق الملفوظة للتواصل بمجرد التعرف عل حالات فقدان السمع . قد يبدأ البرنامج بصفة مبدئية في المنزل ، ولكن بمجرد أن يبلغ الطفل السنتين من العمر يستطيع أن يلتحق بالمدرسة جزءاً من اليوم على الأقل.

يرى المؤيدون لأساليب التواصل الملفوظ أن هذا النظام ينطوي على مجموعة من المزايا ، يعتقد هؤلاء بأن كثيراً من التلاميذ الصم يتعلمون من خلال هذا الأسلوب ليس فقط الكلام الواضح ، بل يستطيعون أيضاً عن طريق قراءة الشفاة إقامة جسور من التواصل مع بقية أفراد المجتمع ، بمعنى آخر ، فإن أساليب التواصل الملفوظ تساعد الشخص الأصم على الدخول في عالم الأشخاص العاديين ، في حين أن لغة الإشارة تقيد مجال تواصل هذا الشخص وتجعله قاصراً على الأفراد الذين يتقنون هذا الشكل المتخصص من أشكال التعبير، من ناحية أخرى ، يوجد بين المربين في مجال المعوقين سمعياً من يرون أن من الأمور بالغة الصعوبة بالنسبة للأطفال الصم بدرجة حادة إصدار الكلام . نظراً لأن هؤلاء الأطفال لا يسمعون الآخرين وهم ينطقون بالكلام ، فإنهم لا يستطيعون ضبط محاولاتهم الصوتية الذاتية لتقليد الكلام الصادر عن الآخرين . كذلك يرى هؤلاء المربون أن قراءة الشفاة هي افضل الأحوال نوع من التخمين نظراً لأن عدداً كبيراً من الكلمات في اللغة تشبه بعضها بعضاً عند النطق بها . إن النجاح في قراءة الشفاة يفترض مقدماً وجود اساس لغوي مناسب ، ومعرفة بقواعد اللغة ن وثروة لفظية واسعة . لقد أظهرت الدراسات أن أفضل القارئين عن طريق الشفاة عندما يوجدون في مواقف ثنائية . حوار بين الشخص الأصم والشخص العادي وجهاً لوجه ) يفهمون ما بين 26 % الى 36 % مما يقال ، وأن عدداً كبيراً من الصم لا يفهمون اكثر من 5 % من الكلام ( منديل ، فيرنون 1971 ) . إن الصم جميعاً ، والأشخاص العاديين في السمع أيضاً ، ليست لديهم مواهب لقراءة الشفاة ، ويجد البعض أن هذه الطريقة غير فعالة على الإطلاق ومحبطة كوسيلة للتواصل المتبادل . ولكي يدرك القارىء مدى الصعوبة في هذه الطريقة يكفي أن يوقف الصوت الصادر من جهاز التلفزيون الذي أمامه ويحاول أن يخمن حول الكلام الصادر عنه.

نظراً للمشكلات والصعوبات السابقة بدأ في السنوات الأخيرة استخدام مدخل جديد يتضمن تجميعاً من الإشارات اليدوية وقراءة الشفاة وأطلق عليه --------- أثبتت هذه الطريقة فعاليتها الى حد كبير في تحسين القدرة على إصدار الألفاظ عند الأطفال الصم. واضح أن هذه الطريقة ليست ملفوظة تماماً ، ذلك لأنها تستخدم الإشارات جنباً الى جنب مع محاولة إخراج الألفاظ . إلا أن النتيجة النهائية للتدريب على هذه الطريقة هي تحسين القدرة على قراءة الشفاه ، وفي نفس الوقت تحسين المهارات الأساسية في القراءة والتواصل . تتكون طريقة بصفة أساسية من ثمانية أشكال باليد تستخدم في أربعة أوضاع مختلفة بالقرب من الشفاة. تستخدم الأشكال اليدوية والأوضاع المختلفة للتمييز - من خلال الإبصار - بين الأصوات المختلفة في اللغة التي تتشابه في مظهرها على الشفاة . وقد وجد أن الأطفال الذين يتعلمون بهذه الطريقة يحققون نجاحاً في الفصول الدراسية العادية . وقد لوحظ تحسن مهارات هؤلاء الأطفال الأكاديمية وبصفة خاصة في القراءة ، كما تحسن تحصيلهم الدراسي بوجه عام ، ونمت قدراتهم على المشاركة في أنشطة الفصل الدراسي والمناقشات التي تدور فيه.

اساليب التواصل اليدوي :
يشير التواصل اليدوي من وجهة النظر العلمية الى استخدام لغة الاشارة وهي نظام من الرموز اليدوية الخاصة تمثل بعض الكلمات والمفاهيم أو الأفكار المعينة 0 تعتبره لغة الإشارة وسيلة للتواصل تعتمد اعتماداً كبيراً على الإبصار . في هذه الطريقة- على عكس طريقة قراءة الشفاة - فإن عدداً قليلاً للغاية من الإشارات الخاصة بكلمات مختلفة تبدوان متشابهتين على الشفاة ، تختلفان اختلافاً كبيراً ن تماماً كما تختلف الصور الذهنية التي نكونها عندما نرى الكلمتين في الطباعة العادية.
تعتبر لغة الإشارة ملائمة بصفة خاصة للأطفال صغار السن حيث يكون من السهل عليهم رؤيتها ن كما أن الطريقة لا تتطلب تنسيقاً عضلياً دقيقاً لتنفيذها 0 يستطيع الأطفال الصم صغار السن التقاط الإشارات بسهولة ، كما أنهم يستخدمونها استخداماً جيداً في التعبير عن أنفسهم . عندما يكون فقدان السمع من النوع الحاد لدرجة أن الطفل لا يستطيع فهم الكلام الذي يدور في حوار أمامه حتى مع استخدام المعينات السمعية ، فإن على الطفل أن يجد طرقاً أخرى للتواصل الفعال. على مدى التاريخ ، أوجد الأشخاص المصابون بإصابات حادة في السمع لأنفسهم شكلاً أو آخر من أشكال التواصل اليدوي مما يعطي تعضيداً ومساندة للتواصل اليدوي ما عرف بطريقة هجاء الأصابع يكون هجاء الأصابع مفيداً عندما لا توجد إشارة خاصة لكلمة معينة ، أو عندما يكون الشخص الذي يعطي الإشارات يجهل إشارة معينة على أي حال ، فإن القدر من هجاء الأصابع الذي يستخدم في عملية التواصل مسألة فردية وتتوقف على الشخص نفسه

لا تختلف الفروق في مهارات هجاء الأصابع عن الفروق التي نلاحظها في الكتابة اليدوية بين الأفراد المختلفين فبعض أشكال الكتابة اليدوية تسهل قراءته ، في حين أن البعض الآخر يقرأ بصعوبة كذلك الحال في هجاء الأصابع ، فإن بعض الأطفال يتقنون هذه الطريقة ، في حين أن البعض الآخر يخطىء فيها كثيراً

إن تهيؤ الطفل لاكتساب مهارات تواصلية معينة يختلف باختلاف المرحلة النمائية لهذا الطفل ، كذلك الحال بالنسبة للقدرة على فهم هجاء الأصابع واستخدامه استخداماً صحيحاً . لقد أظهرت الممارسة العملية أن الأطفال الصم الذين يعرضون للغة الاشارة وهجاء الأصابع منذ ميلادهم يكتسبون فعالية في هذه المهارة ، ربما أسهل مما يتعلم الطفل العادي القراءة عادة. قد يكون السبب في ذلك هو أن هؤلاء الأطفال يتعرضون لهذه الطريقة في وقت مبكر للغاية ، كما أنهم يتعرضون لها بصفة دائمة( كويجلي 1969 ) .

أساليب التواصل الكلي :
استخدم مصطلح التواصل الكلي لأول مرة بواسطة مدرسة ماريلاند للصم عام 1969 كان استخدام هذه الطريقة بمثابة محاولة لإنهاء الجدول الذي استمر منذ أن بدأ تعليم الأطفال الصم قبل حوالي مائتي عام لعل تعريف هذه الاستراتيجية التعليمية والأسس المنطقية التي تقوم عليها تتضح اكثر ما تكون مما كتبه عنها دنتون عام 1970 إذ يقول ك لقد أدرك الكثيرون منذ أمد بعيد أن على مدارس الصم أن توجد طرقاً وأساليب اكثر فعالية لتنمية مهارات التواصل وتطويرها ، وتعليم اللغة للأطفال الصم صغار السن وقد أدرك الكثيرون أيضاً ، وقبلوا كحقيقة واقعة ، أن مستوى التحصيل الأكاديمي لدى معظم التلاميذ الصم منخفض الى حد لا يمكن قبوله إن إدراك وجود هذه المشكلات يعتبر سبباً كافياً من أجل البحث عن تحول أساسي في الممارسات التعليمية في مدارس الصم
يقصد بالتواصل الكلي حق كل طفل أصم في أن يتعلم استخدام جميع الأشكال الممكنة للتواصل حتى تتاح له الفرصة الكاملة لتنمية مهارة اللغة في سن مبكرة بقدر المستطاع مثل هذا العمل يتضمن إدخال نظام ثابت للرموز المستقبلة - التعبيرية في سنوات ما قبل المدرسة فيما بين سن سنة وخمس سنوات 0 يشتمل أسلوب التواصل الكلي على الصورة الكاملة للأنماط اللغوية : الحركات التعبيرية التي يقوم بها الطفل مع نفسه ، ولغة الإشارة ، والكلام ، وقراءة الشفاة ، وهجاء الأصابع ، والقراءة والكتابة 0 كذلك فإنه في ظل أسلوب التواصل الكلي تكون أمام كل طفل أصم الفرصة لتطوير أي جزء تبقي لديه من السمع من خلال المعينات السمعية بمختلف أنواعها0

يبدأ التواصل بين الطفل والوالدين منذ ميلاد الطفل ن بدءاً من الحركات البدائية الفجة ووصولاً الى الأشكال المتطورة من التواصل 0 بطبيعة الحال ، ليس مطلوباً من الأب أن يصبح معلماً ن لكن مع ذلك لابد من تشجيع الوالدين على التواصل مع الطفل الأصم من خلال الخبرات اليومية العادية باستخدام الوسائل التي تكون مفهومة من الطرفين 0 بمثل هذه الطريقة ينمو التواصل من خلال أشكال إيجابية من التفاعل الانساني0

إن الاستخدام المبكر والمستمر لنظام التواصل الكلي يساعد على النمو العقلي بما يترتب على ذلك من تحصيلي أكاديمي 0 إن مفتاح النجاح في التحصيل الأكاديمي يكمن في مهارات القراءة والاستيعاب 0 ولكي نفهم جيداً العلاقة بين نظام التواصل الكلي ومهارات القراءة ن علينا أن نتتبع الخطوات المتضمنة بطريقة عكسية مبتدئين من استيعاب المادة المقروءة 0 يبنى استيعاب المادة المقروءة وينمو على أساس من الخبرات اللغوية الواسعة والخبرات اللغوية تتجمع وتتراكم من خلال التواصل 0 والتواصل يبني وينمو على أساس من التفاعل الإنساني 0 لذلك فإن التفاعل الإنساني المفيد والمثمر يجب ألا يؤجل بطريقة عشوائية ، كذلك يجب عدم خرق التتابع الطبيعي في العملية النمائية للتواصل على أسس عشوائية

التتابع الطبيعي في تطور عملية التواصل
يمكن تلخيص التتابع الطبيعي في تطور عملية التواصل على النحو التالي :
1-تعتبر الإشارات أسهل السبل لتمكين الطفل الصغير المصاب بالصمم الولادي من التواصل بالمعنى الحقيقي للكلمة ، أي أن يكون الطفل قادراً على التعبير على رائه وأفكاره الذاتية ، عندما يحدث ذلك نستطيع أن نلاحظ تغييرات إيجابية في السلوك ، وتحسناً في العلاقات الشخصية المتبادلة ، في هذه الحالة يشارك الطفل الصم في مواقف الحياة الأسرية كعضو كامل0
2- تساعد الإشارات على تدعيم قراءة الشفاة والسمع عندما يقوم الشخص الراشد ( معلماً كان أم أباً ) بإصدار الاشارات والتحدث في وقت واحد ، وعندما يستخدم الطفل الأدوات المكبرة للصوت الملائمة لحاجاته الخاصة بالنسبة للأطفال الذين لا يستفيدون من أجهزة تكبير الصوت ( علماً بأن عددهم قليل للغاية ) ، فإن الإشارات تدعم قراءة الشفاة
o يجب أن يطور الكلام بالنسبة لمثل هذا الطفل بالكامل على أساس من الاحساسات الجلدية - العضلية على أن النمو اللغوي لا يكون مقيداً بتقدم الطفل في الكلام
o يبدو أن بناء تركيباً يحدث عند ممارسة الكلام والإشارات في وقت واحد
o هذه هي عادة الطريقة التي يتعلم بواسطتها الشخص العادي أن يربط الإشارات بالكلام
o إن التجميع الذي يضم الكلام والإشارات يوفر نمطاً تركيبياً يقوم الطفل الأصم بتقليده سواء من الناحية البصرية أو السمعية
o عندما يستخدم الشخص الراشد الأصم الكلام مع الإشارة ، فإنه بذلك ينظم بطريقة شعورية إشاراته بطريقة تركيبية
o وبالتالي يحسن الصم من مهاراتهم الملفوظة ، كما يحسن الأشخاص العاديون من مهاراتهم اليدوية
o والنتيجة النهائية - بطبيعة الحال - مهارة افضل في التواصل بين الطرفين
3- إن القدرة على السمع تدعم المهارات السمعية الملفوظة ( الكلام وقراءة الشفاه ) بالنسبة لعدد كبير من الأطفال الصم عندما تكون الأدوات المعينة من النوع الذي يسهل السمع - يتوقف النجاح في هذا المجال على التغذية المرتدة السمعية ، أو على قدرة الطفل على أن يسمع الكلام الصادر منه وأيضاً أن يسمع كلام الأشخاص الآخرين
4- أن هجاء الأصابع يدعم القراءة والكتابة
o يتطلب هجاء الأصابع تقريباً نفس المستوى من النضج ومن الخبرات اللغوية الذي تتطلبه القراءة والكتابة
o إن أحداً لا يستطيع أن يعتبر الأمر عملياً ومقبولاً أن يبدأ الطفل الصم في سن ما قبل المدرسة بهجاء الأصابع ، تماماً كما أنه ليس عملياً أو مقبولاً أن نبدأ النمو اللغوي عند الطفل العادي في سن ما قبل المدرسة بعمليات القراءة والكتابة0
تستخدم إستراتيجية التواصل الكلي في الوقت الحاضر على نطاق واسع وتبنت كثير من المدارس - للصم هذه الاستراتيجية منذ ذلك الوقت لتنمية أساس لغوي متين أثناء السنوات التكوينية المبكرة من حياة الطفل ، ولتحسين فعالية برامج التدريب - تعتبر استراتيجية التواصل الكلي فعالة ومؤثرة مع الأطفال الصم بدرجة حادة ن ومع الأطفال الذين لا يملكون درجة كافية من السمع تمكنهم من الاستفادة من الأساليب التعليمية التي تعتمد على التواصل الملفوظ - لكن بالنسبة للأطفال الذين تبقت لديهم درجة كافية من السمع ، أو الأطفال المصابين بدرجة من فقدان السمع تتراوح ما بين خفيفة الى معتدلة ، فإن الاستراتيجية التي تقوم على أساليب التواصل الملفوظ تعتبر فعالة ومؤثرة الى أبعد الحدود

تعريف إضطراب التواصل:
تعريف التواصل :
أنه طريقة أو أسلوب لتبادل المعلومات بين الأفراد . إن المعلومات يمكن إرسالها ، كما يمكن استقبالها بطرق عديدة تتراوح من الكلمة المنطوقة أو المكتوبة ، الى ابتسامة الصداقة والمودة ، الى حركات اليدين ، الى تعبيرات الوجه ، وما الى ذلك يتضمن نظام التواصل الشفوي كلا من المخاطبة والاستماع ، كما يتضمن اللغة والكلام

تعريف اللغة
على الرغم من أن البعض يستخدمون مصطلحي الكلام واللغة بشكل متبادل ، فإن الأخصائيين المهنيين العاملين في حقل إضطرابات التواصل يميزون تمييزاً واضحاً بين هذين المصطلحين
o تعرف اللغة بأنها نظام من الرموز يتسم بالتحكم والانتظام والتمسك بالقواعد ، مع وجود قواعد لتجميع هذه الرموز
o الهدف من اللغة هو تواصل الأفكار والمشاعر بين الأفراد
o يرى " بانجس " ( 1968 ) أن اللغة - بوجه عام - تتكون من لغوية أربعة هي :
1- نظام دلالات الألفاظ ن وهو الذي يتعلق بمعاني الكلمات والمجموعات من الكلمات
2- النظام التركيبي ( البنائي ) ، ويتعلق بالترتيب المنتظم للكلمات في مقاطع أو جمل
3- النظام المورفولجى ( الصرفي ) ، ويتعلق بالتغيرات التي تدخل على مصادر الكلمات لتحديد أشياء كالزمن أو العدد أو الموضع --الخ
4- النظام الصوتي ، وهو يتعلق بالأصوات الخاصة بالاستخدام اللغوي
يتضمن الأداء الوظيفي اللغوي في شكله العادي جانبين :
o الجانب الأول ، هو قدرة الفرد على فهم واستيعاب التواصل المنطوق من جانب الآخرين
o الجانب الثاني فيتمثل في قدرة الفرد على التعبير عن نفسه بطريقة مفهومه وفعالة في تواصله مع الآخرين من الناحية الأخرى ،

تعريف الكلام
يعرف الكلام على أنه " الفعل الحركي أو العملية التي يتم من خلالها استقبال الرموز الصوتية وإصدار هذه الرموز " ( بانجس 1968 ص 13 ) هذا يعني أن الكلام عبارة عن الإدراك الصوتي للغة والتعبير من خلالها أو إصدارها . ونظراً لأن الكلام هو فعل حركي فإنه يتضمن التنسيق بين أربع عمليات رئيسية هي :
1- التنفس أي العملية التي تؤدي الى توفير التيار الهوائي اللازم للنطق
2- إخراج الأصوات أي إخراج الصوت بواسطة الحنجرة والأحبال الصوتية
3- رنين الصوت ، أي استجابة التذبذب في سقف الحلق المليء بالهواء ، وحركة الثنيات الصوتية مما يؤدي الى تغيير نوع الموجة الصوتية
4- نطق الحروف وتشكيلها ن أي استخدام الشفاه واللسان والسنان وسقف الحلق لإخراج الأصوات المحددة اللازمة للكلام ، كما هو الحال في الحروف الساكنة والحروف المتحركة ...الخ
يتضمن الكلام أيضاً مدخلات من خلال القنوات الحسية المختلفة كالأجهزة البصرية والسمعية واللمسية عند محاولة تعديل أو تغيير الأصوات التي يصدرها الانسان. على أن كلا من الكلام واللغة يتأثران بالبناء والتركيب التشريحي للفرد ، والأداء الوظيفي الفسيولوجي ، والأداء العضلي - الحركي ، والقدرات المعرفية ، والنضوج ، والتوافق الاجتماعي والسيكولوجي
الانحرافات أو الأشكال المختلفة من الشذوذ في أي من العوامل السابقة يمكن ان ينتج عنه إضطراب - على نحو أو آخر - في التواصل قد يتضمن النطق ، أو يتضمن اللغة ، أو قد يتضمن النطق واللغة معاً

ميكانزم النطق :
يعتبر ميكانزم النطق جزءاً من جهاز الكلام ، وأي جزء من هذا الميكانزم معرض للإصابة بنوع من الانحراف التكويني ، أو الانحراف في الأداء الوظيفي . كما هو واضح من الشكل التالي فإن الأعضاء الصوتية عند الإنسان تتضمن ما يلي :
1- الجهاز التنفسي الذي يساعد على إنتاج الأصوات وتشكيلها وتوجيهها من خلال تجويفات متعددة لصدى الصوت
2- حبلان صوتيان في الحنجرة يتذبذبان لنطق الأصوات
3- الميكانزم السمعي الذي يقوم بالتمييز بين الأصوات
4- المخ والجهاز العصبي السليم
5- جهاز البلع ويشمل اللسان والبلعوم
6- الجهاز الفمي ويشمل اللسان والشفاة والأسنان وسقف الحلق الصلب والسقف الرخو والفك ، وهي تستخدم في تشكيل الأصوات الخارجة من الحنجرة وتعديل هذه الأصوات

الأداء الوظيفي الخاطيء
من ناحية أخرى ، فإن الأداء الوظيفي الخاطيء في أي من الأجزاء السابقة قد يسبب إضطراباً في النطق . ففي الجهاز الفمي - على سبيل المثال - توجد أجزاء كثيرة لابد وأن تؤدي وظائفها بشكل ملائم من أجل النطق الصحيح . لكن يجب ألا يغيب عن أذهاننا أن كثيراً من الأشخاص الذين ربما تكون لديهم عيوب في ترتيب أو في تطابقها ، أو لديهم أسنان ناقصة ، أو تكوين شاذ في اللسان ، أو أن يكون سقف الحلق ضيق ومرتفع ، وأشكال أخرى عديدة من الأخطاء التكوينية ،إلا أنهم مع ذلك يتمتعون بأشكال صحيحة من النطق حتى مع وجود هذه الانحرافات فإن عملية التكيف قد تكون ممكنة دون جهد خاص بالنسبة لعدد من الأشخاص ، في حين يكون هذا التكيف بالغ الصعوبة بالنسبة لآخرين . كثيراً ما توجد عيوب في النطق دون وجود أي قصور تكويني واضح مثل هذه الاضطرابات ، ذات الأصل الوظيفي ، ترجع الى عوامل مختلفة من بينها الثبوت على الأشكال الطفليه من الكلام ، والمشكلات الانفعالية ، والبطء في النضوج ، وغير ذلك من العوامل . في بعض الحالات قد لا يستطيع أخصائي التشخيص أن يضع يده على شكل معين من سوء التوافق أو نقص الخبرة أو التخلف كأسباب لإضرابات النطق . كل ما يستطيع الأخصائي عمله في مثل هذه الحالات هو علاج أعراض الاضطراب بشكل مباشر

نماذج من بعض اضطرابات التواصل :
يمكن أن تظهر اضطرابات النطق واللغة عند الأفراد من جميع الأعمار، وقد تراوح هذه الاضطرابات في حدتها من اضطرابات خفيفة الى اضطرابات بالغة الحدة كما أن الآثار والنتائج المترتبة على هذه الاضطرابات تتراوح من آثار مدمرة علاوة على ذلك ، فإن اضطرابات النطق واللغة يمكن ان توجد كمظهر فريد عند الشخص ، وقد تكون جزءاً من صورة معقدة من الإعاقات المتعددة كذلك يمكن أن تكون هذه الاضطرابات وقتية ولا تستمر طويلاً ، كما أنها يمكن أن تبقي مع الفرد مدى الحياة .
لعل القاريء يكون قد التقى في وقت من الأوقات بشخص يعاني من شكل أو آخر من أشكال اضطرابات التواصل.لعلك أيها القاريء قد التقيت يوماً ما بطفل يبلغ الثامنة من عمره ، تختلط عنده الأصوات بعضها ببعض فينطق " ثيد " بدلاً من " سيد" .أو أنك تكون قد التقيت بذلك الطالب الجامعي الذي يصارع مع كل كلمة يحاول النطق بها ، وكل جهد يبذله للكلام يكون مصحوباً باهتزاز في الرأس أو ربما تكون قد التقيت بالطفل الذي كان قد أصيب بالشلل المخي مما حتم عليه الاعتماد على التواصل اليدوي ، نظراً لأنه لا يملك وسيلة للاتصال من خلال النطق.أو أنك تكون قد رأيت طفلاً في الرابعة من عمره ولا يمتلك سوى ثروة لفظية محدودة مما جعله يتحدث بمقاطع قصيرة من كلمتين أو ثلاث أو ربما أنك قد شهدت تلك السيدة العجوز التي بدأت قدراتها السمعية في التدهور وأصبح نطقها لأصوات الكلام مشوهاً أو ربما تكون - أيها القاريء - قد عرفت ذلك الرجل الذي أزيلت حنجرته نظراً للإصابة بمرض خبيث مما اضطره لأن يتكلم بطريقة خاصة يطلق عليها " نطق المريء " أو ربما قد التقيت بأشكال أخرى مختلفة من النطق المضطرب
جميع هؤلاء الأفراد وأمثالهم يعانون من اضطرابات التواصل من نوع أو بدرجات متفاوتة من الحدة على أن الغالبية العظمى من الحالات السابقة قابلة للعلاج ، و غالباً ما يكون ممكناً تحسين مهارات التواصل عند هؤلاء ان لم يكن علاجها تماماً
تقع مسؤولية تقييم اضطرابات النطق واللغة ، وعلاج هذه الاضطرابات على أخصائي علاج عيوب النطق بالدرجة الأولى لكن نظراً لأن هذه الاضطرابات لا تقوم في فراغ ، فإن أخصائي علاج عيوب النطق ليس هو الأخصائي المهني الوحيد في الفريق المتخصص الذي توكل اليه مهمة رعاية هؤلاء الأفراد علاوة على أخصائي عيوب النطق ، يحتاج هذا العمل الى الجهود المنسقة لأخصائيين مختلفين آخرين ربما كان من بينهم : المربون والأخصائيون النفسيون ، والأطباء ، وأخصائيو التأهيل المهني وغيرهم . ولما كان التواصل عن طريق النطق بالألفاظ بالغ الحيوية للأداء الوظيفي للكائنات البشرية ن يصبح من الأمور بالغة الأهمية ضرورة أن تكتشف اضطرابات النطق واللغة في وقت مبكر ن وأن يبدأ تنفيذ برامج علاجية ملائمة

اضطرابات اللغة
يعد النمط العادي لنمو الأطفال هو المحك الرئيسي الذي من خلاله نحدد وجود اضطراب حقيقي عند طفل ما والإطار العام للركائز الأساسية للنمو اللغوي العادي تمتد الى سن ما قبل المدرسة حيث تستمر الثروة اللفظية عند الأطفال بالنمو ومتأثرة بالذكاء ومدى تعرض الطفل لفرص العلم في المواقف البيئية
ويتضمن الجدول التالي عرض لمراحل النمو اللغوي عند الأطفال:
مراحل اكتساب مهارة للغة:
o من الميلاد - 8 شهور
فترة ما قبل اللغة - نمو وعي الطفل وإدراكه للعالم المحيط به دون أن يفهم الكلمات أو يصدرها على مستوى رمزي
o من 9 -10-شهراً
الفترة الانتقالية ، يبدأ الطفل في فهم معاني بعض الكلمات
o من 11 - 12 شهراً
مرحلة اللغة ن ينطق الطفل الكلمات الحقيقية الأولى
o من 12 - 18 شهراً
تزايد في الثروة اللفظية
o من 18 - 24 شهراً
تركيبات من كلمتين - تنوع أكبر في المعاني والعلاقات بين الألفاظ - نمو سريع في الثروة اللفظية - تفهم متزايد لما يقوله الآخرون
o من 2 - 3 سنوات
تركيبات لجمل مكونة من ثلاث كلمات -استمرار في نمو الثروة اللفظية - تركيبات لجمل متزايدة في الصعوبة - بداية استخدام علامات التشكيل والصرف
o 6 سنوات
استخدام جمل أطول وأكثر تعقيداً مع عدد أقل من أخطاء قواعد اللغة الأساسية - الاستمرار في نمو الثروة اللفظية

يبدأ معظم الأطفال عادة في استيعاب معاني عدد محدود من الكلمات عندما يبلغون الشهر التاسع من العمر تقريباً ، كما يبدأون في نطق الكلمات الحقيقية الأولى في حوالي الشهر الحادي عشر أو الثاني عشرتظل قدرة الأطفال على التعبير عن أنفسهم لعدة شهور بعد ذلك قاصرة على كلمة واحدة يطلق على هذه المرحلة عادة للإشارة الى أن الطفل يعبر فكرة كاملة من خلال كلمة واحدة نجد الطفل في هذه المرحلة يقول - على سبيل المثال - كلمة " ماما " تعبيراً عن معنى متكامل ربما يكون " ماما ، أنا جائع " وفي حوالي السنة والنصف من العمر يبدأ معظم الأطفال في إصدار تركيبات من جمل تحتوي على كلمتين يكون فيها ترتيب الكلم ذا أهمية بالنسبة للمعنى
يعبر الأطفال فيما بين السنة والنصف والسنتين من العمر عن كثير من المعاني المختلفة والعلاقات بين الألفاظ على الرغم من أن طول الجملة يكون قاصراً على كلمتين
أما الأطفال في سن سنتين الى ثلاث سنوات فيزيدون من طول الجملة ودرجة تعقيدها غالباً ما تكون الجمل التي يستخدمها الأطفال في سن سنتين ذات صياغة تلغرافية ، بمعنى أنها تتضمن فقط الكلمات ذات المحتوى الدال والهام بالنسبة للمعنى مثل " بابا ، شغل " وفي حوالي سن الثالثة تكون جمل الأطفال أكثر تعقيداً من ناحية القواعد ، كما أنها تكون أكثر اكتمالاً من ناحية المعنى من الشائع أيضاً في هذه المرحلة وقوع الأطفال في كثير من الأخطاء في قواعد اللغة
تكون لدى الأطفال في سن الرابعة والخامسة ثروة لفظية أوسع ن وتحتوي الجمل التي يستخدمونها على عدد أقل من الأخطاء في القواعد من الشائع أن يواجه الأطفال في هذه السن صعوبة في الصيغ غير المعتادة من اللغة في حوالي سن السادسة يكون معظم الأطفال قادرين على التعبير اللفظي عن أفكارهم بصورة أكثر فعالية مستخدمين جملاً أطول وأكثر تعقيداً ، مع عدد قلقل من أخطاء القواعد اللغوية

أنواع اضطرابات اللغة وخصائصها المميزة
العوامل السببية للاضطرابات اللغوية :
يؤثر عدد كبير من العوامل الجسيمة ، والاجتماعية ، والبيئية على نمو اللغة عند الأطفال لذلك ترتبط اضطرابات اللغة ارتباطاً وثيقاً بالأشكال الأخرى من العجز أو القصور ، وحالات الإعاقة المتعددة على سبيل المثال ، في حالة التخلف العقلي نجد أن مهارات النطق واللغة تتحدد من خلال مستوى الأداء الوظيفي العقلي ، وتكون مسايرة لهذا الأداء بوجه عام ، كلما زادت الإصابة في الجوانب المعرفية ، كلما زاد التأخر والأثر المعوق لنمو اللغة نلاحظ أيضاً عند الأطفال المهملين اجتماعياً أن العوامل البيئية مثل النماذج الرديئة من اللغة والكلام المستخدم في البيئة الأسرية ، ونقص الاستثارة اللغوية الملائمة ، يمكن أن تؤدي الى تأخر النمو اللغوي عند مثل هؤلاء الأطفال واضح أيضاً أن أنماط اكتساب اللغة عند الأطفال الذين ينتمون الى أسر منخفضة في المستوى الاجتماعي والاقتصادي ، يمكن أن تختلف عن الأنماط اللغوية عند الأطفال من الطبقات المتوسطة أو العليا الشيء الجوهري الذي يحتاج الى تأكيد هو ألا نخلط بين الفروق في اللهجات المحلية وبن اضطرابات اللغة إن الوقوع في مثل هذا الخطأ في التشخيص يمكن أن يؤدي الى وضع برنامج علاجي غير ملائم قد تترتب عليه آثار ونتائج غير مرغوب فيها عند الطفل
نال القصور في الجهاز العصبي المركزي ، مع احتمالات تأثير هذا القصور على مراكز اللغة في المخ ، الاهتمام اللازم أثناء مناقشة المداخل الطبية أو النيرولوجية في تفسير الصعوبات الخاصة في التعلم ( راجع الفصل الثاني ) يعتمد النمو العادي للغة عند الأطفال أيضاً على التوافق السيكولوجي والانفعالي السوي بعض الأطفال الذين يعانون من إعاقات انفعالية يظهرون اضطرابات في اللغة ، وخاصة في الموافق التي تتضمن نوعاً من التواصل الشخصي المتبادل يضاف الى ذلك ، أن الأطفال لابد وأن يستمعوا الى اللغة المنطوقة إذا ما أريد لهذه اللغة أن تنمو وتتطور بشكل صحيح دون مساعدة خاصة من ثم ، فغن الطفل الذي يعاني من إعاقة في السمع - بدرجة متوسطة أو حادة - من المتوقع أن يعاني من مشكلات في اللغة إذا لم يتم التعرف على الإعاقة السمعية في وقت مبكر ، وإذا لم يصحح القصور السمعي سواء من خلال الأساليب الجراحية أو باستخدام الأدوات المعينة على السمع

الاضطرابات اللغوية : المستقبلة والتعبيرية :
يمكن أن تشمل الصعوبات اللغوية اللفظية التي تعتمد على السمع المهارات المستقبلة عند الطفل ( أي الاستيعاب ) ، أو المهارات التعبيرية ( أي الإنتاج ) ، أو قد تتضمن كلا من النوعين من المهارات في نفس الوقت يمكن القول - بوجه عام - أن الاضطرابات في اللغة المستقبلة يكون مصحوباً بعيوب تعبيرية نظراً لأن التعبير مبني على الاستيعاب ، لكن الاضطراب في اللغة المستقبلة 0 لعل من أوضح الاضطرابات في اللغة الأنواع التالية :
(1) عيوب دلالات الألفاظ :
الطفل المعوق في اللغة يمكن أن يظهر عيوباً في الثروة اللفظية المستقبلة أو التعبيرية كذلك قد تبدو على الطفل بعض أشكال القصور أو الضعف في فهم العلاقات بين الألفاظ ، أو في استخدام هذه الألفاظ في فهم المتضادات ، والمترادفات وفئات المفاهيم ( كالأغذية أو الملابس أو الألوان ) ، أو قصور في استخدام الكلمات ذاتها تعتبر المشكلات من هذا النوع عيوباً في نظام دلالات الألفاظ ، أي المشكلات اللغوية التي ترتبط بالمعاني
(2) العيوب التركيبية ( البنائية)
تتضمن أشكال القصور في النظم التركيبية اللغوية مشكلات في ترتيب الكلمات أو في فهم واستخدام الأنماط المختلفة من الجمل من أمثلة هذه العيوب البنائية استخدام جمل قصيرة غير تامة من جانب طفل يبلغ الرابعة من العمر أو يزيد ، أو وضع الكلمة في الترتيب غير الصحيح لها في بناء الجملة كذلك قد يظهر الطفل صعوبة في فهم الجمل التي تصاغ في شكل أسئلة ، أو الجمل المنفية ، أو الجمل التي تتضمن قواعد لا يكون الطفل قد إكتسبها بعد بطبيعة الحال ، يجب وضع العمر النمائي في الاعتبار عند تحديد ما إذا كانت أخطاء قواعد اللغة تعتبر شيئاً غير عادي بالنسبة لطفل ما
(3) عيوب النظام المورفولوجي ( الصرفي)
تشمل عيوب النظام المورفولوجي مشكلات فهم أو استخدام العلامات المختلفة للتشكيل ( أو الصرف ) في الأسماء والأفعال والصفات وما الى ذلك 0 في مثل هذه الحالة قد يفشل الطفل في استخدام العلامات المطلوبة ، أو قد يستخدم علامات خاطئة في بناء الجمل0
(4) عيوب النظام الصوتي :
يبدو أن عيوب النظام الصوتي أقل شيوعاً من الأنواع الأخرى لإضطرابات اللغة تتضمن عيوب النظام الصوتي عادة النمو القاصر في نظام الصوت مما يجعل مخزون الطفل من الأصوات محدوداً في مثل هذه الحالة يتكون لدى الطفل عدد محدود من الأصوات من بين الأصوات المختلفة التي يتطلبها الاستخدام اللغوي الصحيح كأصوات بعض الحروف وبعض المقاطع الساكنة المتناثرة في حالات أخر ى قد تكون لدى الطفل الذي يعاني من عيوب النظام الصوتي جميع الأصوات التي تتطلبها اللغة ، إلا أنه يستخدم هذه الأصوات بطرق غير ملائمة
(5) عيوب في الاستخدام رفيع المستوى للغة :
قد تنعكس اضطرابات اللغة عند الأطفال في أشكال من الضعف أو القصور في إستخدام اللغة في العمليات العقلية العليا وحل المشكلات على سبيل المثال ، يجد هؤلاء الأطفال صعوبة في وصف الأشياء أو تقسيمها الى فئات ، أو في شرح أوجه الشبه والاختلاف أو علاقات السبب والنتيجة ، أو في استخلاص الآثار والنتائج تظهر هذه العيوب بشكل واضح في الأداء الضعيف من جانب هؤلاء الأطفال في الأنشطة التي تتضمن سرد القصص ويظهرون تخلفاً في المعلومات التي يكون من المتوقع معرفتهم لها بحكم أعمارهم
قد تظهر المشكلات المختلفة سابقة الذكر بشكل منفرد أو في هيئة تجميعات مختلفة من كل هذه المشكلات أو بعضها ، كما أنها قد تكون مشكلات خفيفة أو حادة عندما تكون المشكلات من النوع الحاد ، فإنها تجعل التواصل الشخصي والتحصيل الأكاديمي بالغة الصعوبة بالنسبة للطفل 0 هذه المشكلات نادراً ما توجد بشكل منعزل إذ تكون مصحوبة عادة بمشكلات سلوكية وعيوب إدراكية وصعوبات في التعلم المدرسي

الأساليب التشخيصية لاضطرابات اللغة :
عندما يوجد شك في أن طفلاً ما يعاني من اضطراب في اللغة ، فإن التقييم التشخيصي للحالة يتضمن استخدام اختبارات موضوعية وأخرى ذاتية لتقييم مهارات الطفل في استيعاب الألفاظ واستخدامها ن والتركيبات اللغوية ، وقواعد التشكيل والصرف ، بالإضافة الى الاستخدام الكلي للغة في مواقف التواصل الشخصي ومواقف حل المشكلات لما كان لا يوجد اختيار واحد يمكن أن يوفر جميع البيانات المطلوبة ، يصبح من الضروري في هذه الحالة استخدام بطاريات من الاختبارات التي تضم عدداً من الاختبارات المتنوعة لتقدير جميع مظاهر الأداء الوظيفي اللغوي عند الطفل

الأساليب العلاجية لإضطرابات اللغة :
بالإضافة الى المقترحات العامة التي يجدها القاريء في عديد من الكتب لتحسين لغة الأطفال ، تم تطوير عدد من البرامج ذات الطبيعة الخاصة نذكر من هذه البرامج - على سبيل المثال لا الحصر - ما نشره " بانجز " ( 1968 ) كمرشد لمنهج تعليم اللغة الذي يعتبر مفيداً في التخطيط لبرامج تعليم اللغة للأطفال في سن ما قبل المدرسة كذلك وضع كل من " جراي " و " ريان " ( 1973 ) مدخلاً مبرمجاً لتعليم قواعد اللغة ، يستخدم في الوقت الحاضر في معهد السمع والكلام في ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية
من ناحية أخرى ، وضعت برامج متعددة لتعليم اللغة على أساس " اختبار ألينوي للقدرات النفسية - اللغوية " تم تطوير هذا البرنامج بهدف خلال سرد القصص والأنشطة الجماعية
كذلك تتضمن برامج التدريب على اللغة التي صممت في الأصل للأطفال المتخلفين عقلياً ( ميلر 1972 ) ، والتي وضعت للأطفال المهملين اجتماعياً ( سميث 1966) ، كثيراً من الاستشارة للنمو اللغوي تصلح للأطفال الذين لا تنطبق عليهم تعاريف التخلف العقلي أو الإهمال الاجتماعي
على الرغم من أن أسلوب التقليد يستخدم في بعض أنشطة البرامج العلاجية الموجهة توجيهاً لغوياً ن فإن بعض الأساليب الأخرى مثل أسلوب " التوسع " وأسلوب " النمذجة" تستخدم أيضاً في تعليم الأطفال القواعد اللغوية المتزايدة في الصعوبة ( ليونارد 1973)
في إطار أسلوب " النمذجة " فيأخذ الطفل أيضاً بزمام المبادأة ، ويقوم المعالج بتكرار الجمل الناقصة التي يتلفظ بها الطفل ويضيف إليها الكلمات الناقصة والتشكيلات الخاطئة بهدف توسيع ما يتلفظ به الطفل ومن ثم يتيح تحسناً في دلالات الألفاظ أكثر منه تحسناً في البناء اللغوي
قد يحتوي أي برنامج لعلاج اضطرابات اللغة أيضاً أنشطة لتحسين جوانب الضعف في الإدراك السمعي عند الطفل ، أو استخدام اللغة في القيام بواجبات تتضمن حل المشكلات عندما يكون ذلك ضرورياً


اعدها للانترنت : فتى الخليج المرجع: شبكة....:(شبكة الخليج)
www.werathah.com

علامات تأخر تطور اللغة عند الأطفال من الميلاد إلى ثلاث سنوات


إعداد - الأخصائي/ عبد الله الصقر- أخصائي أمراض التخاطب
مدينة الملك عبدالعزيز - الحرس الوطني - الرياض

علامات اضطراب اللغة عند الأطفال متنوعة كما هي الأسباب متعددة ، لكن سوف نوجز علامات التأخر في الفقرات القادمة في مهارتين هما من أهم المهارات ، بتضررهما كليهما أو أحدا منهما يتأثر نمو اللغة عند الطفال ، وهما تأخر اكتساب مهارات اللغة الإستقبالية والتعبيرية.

تأخر أكتساب مهارات اللغة الاستقبالية

من الميلاد إلى شهر
o لا يستجيب للأصوات العالية والمفاجئة.
o لا تنخفض أو تتوقف حركته عند سماعه صوت قريب منه.
o لا يهداء عند سماعه أصوات مألوفة.

من 1 شهر إلى 2 شهر
o لا ينتبه دائماً للأصوات المختلفة.
o لا يستمع للمتحدث.
o لا ينظر ولا يبتسم للمتحدث دائماً.

من 2 شهر إلى 3 اشهر
o لا يستجيب للكلام بالنظر إلى وجه المتحدث دائماً.
o لا يميز مكان المتحدث بعينيه.
o لا يراقب فم و شفاه المتحدث دائماً.

من 3 اشهر إلى 4 اشهر
o لا يلتفت برأسه إلى مصدر الصوت.
o لا يبحث عن المتكلم.
o لا يلاحظ عليه الخوف من الأصوات الغاضبة.

من 4 اشهر إلى 5 اشهر
o لا يحدد مصدر الصوت بدقة.
o لا يستجيب عند مناداته باسمه.
o لا يتوقف عن البكاء عندما يتحدث معه شخص مألوف.

من 5 أشهر إلى 6 اشهر
o لا يفهم الإشارات والتعابير الجسدية الدالة على التحذير والغضب أو الحب.
o لا يعرف بعض الكلمات مثل / بابا / , / ماما / , / ولد/.
o لا يتوقف أحياناً عند سماعة كلمة " لا " .

من 6 أشهر إلى 7 اشهر
o لا يستطيع التعرف على أفراد عائلته عند مناداة كل باسمه.
o لا يستجيب للإشارات المناسبة لبعض الكلمات مثل: تعال, فوق, باي باي ، اذهب ، اجلس.
o لا ينتبه أحياناً إلى الأناشيد والأغاني .

من 7 أشهر إلى 8 اشهر
o لا ينصت غالباً لمحادثات الآخرين.
o لا يتوقف دائماً عن نشاطه عند مناداته باسمه.
o لا يتعرف على بعض الأشياء الشائعة من أسمائها كالتلفاز والكرسي ...الخ.

من 8 أشهر إلى 9 اشهر
o لا يفهم بعض الأوامر اللفظية البسيطة.
o لا يتوقف دائماً عن النشاط عند سماعه كلمة " لا ".
o لا يهتم بالصور عند تسميتها ولو لمدة قصيرة.

من 9 أشهرلى 10 اشهر
o لا يهتم لسماع كلمات جديدة.
o لا ينتبه غالباً لكلامك رغم وجود أصوات أخرى.
o لا يعطيك الألعاب والأشياء عند ما تطلب منه لفظياً.

من 10 أشهر إلى أشهر
o لا ينفذ أحياناً الأوامر البسيطة مثل أغلق الباب أو ضع هنا...الخ.
o لا يفهم الأسئلة البسيطة مثل أين الكرة .
o لا يستجيب للموسيقى بتحريك جسمه أو رأسه .

من عمر 11 شهر إلى 12 شهر
o لا يستجيب للأوامر اللفظية بإشارات مناسبة.
o لا ينتبه للمحادثه ولو كانت طويلة.
o لا يكرر بشكل مناسب بعض العبارات اللفظية مثل باي باي...الخ.

من 12 شهر إلى 14 شهر
o لا يفهم كلمات جديدة باستمرار.
o لا يفهم بعض مشاعر المتحدث مثل الحزن والغضب.
o لا يهتم و يركز لمدة دقيقتين أو اكثر لصور تسمى.

من 14 شهر إلى 16 شهر
o لا يفهم بعض الأوامر البسيطة مثل أن يأتي بشيء ما من غرفة أخرى.
o لا يميز العديد من الصور والأشياء عند تسميتها.
o لا يعرف أسماء بعض أعضاء الجسم مثل الرأس والفم والأذن والعين.

من 16 شهر إلى 18 شهر
o لا يفهم الأوامر البسيطة لتنفيذ عملين متتابعين للشيء نفسه.
o لا يستطيع فرز أو تصنيف الأشياء.

من 18 شهرإلى 20 شهر
o لا يشير إلى أجزاء الجسم و أنواع الملابس من الصور .
o لا يستجيب للأوامر مثل: اجلس , تعال و قف.
o لا يفهم الضمائر مثل: أعطني إياها , أعطها لها.

من 20 شهر إلى 22 شهر
o لا يستطيع تنفيذ أثنين أو ثلاثة أوامر بسيطة متتالية.
o لا يستطيع معرفة كلمات جديدة بشكل يومي.
o لا يستطيع معرفة الأشياء والصور الشائعة عند تسميتها.

من 22 إلى 24 شهر
o لا يستطيع اختيار شيء من خمس أشياء مختلفة عند الطلب.
o لا يفهم الجمل البسيطة .
o لا يفهم الجمل التي تدل على المستقبل مثل عند ما تقول له سوف أشتري لك لعبة عند ما نذهب للسوق.

من 24 إلى 27 شهر
o لا ينجح في اختيار الصور الصحيحة عند ما تطلب منه اختيار الصورة من خلال كلمة تدل على حدث في الصورة مثل صورة أطفال يأكلون وتسأله أين الصورة التي تشير إلى أكل.
o لا يستطيع الإشارة على أعضاء الجسم الصغيرة مثل اللحية والأسنان والظفر.
o لا يميز أفراد عائلته من درجة القرابة مثل الأب والأم والجد والأخ والأخت.

من 27 إلى 30 شهر
o لا يستطيع فهم الكلمات من صفاتها الوظيفية مثل ما هوا الشيء الذي تأكل به , ما هوا الشيء الذي تلبسه.
o لا يستطيع التمييز بين الأحجام المختلفة مثل العروسة الصغيرة , الكرة الكبيرة .
o لا يستطيع تمييز أسماء الأشياء الشائعة من صورها .

من 30 إلى 33 شهر
o لا يعرف دائماً الأفعال الشائعة.
o لا يفهم الجمل الطويلة .
o لا يستطيع فهم الصفات الشائعة دائماً.

من 33 إلى 36 شهر
o لا يظهر لك اهتماماً عند ما تخبره لماذ1 وكيف تحدث بعض الأشياء.
o لا يستطيع تنفيذ ثلاث أوامر بسيطة من خلال جملة طويلة.
o لا يفهم أحرف الجر والظروف مثل فوق , تحت , على , خلف.


تأخر أكتساب مهارات اللغة التعبيرية


من الولادة إلى شهر الأول
1. لا يبكي بشكل متكرر.
2. لا يستخدم أصواتاً أخرى غير البكاء .
3. لا يستخدم أصواتا مثل إي و أأأ .

من شهر إلى شهرين
1.لا يتنوع بكاءه لدلالة على الجوع أو الألم مثلاً .
2.لا يعيد أحياناً مقاطع متشابهة مثل / بابا / / ماما/ /دادا/ ...الخ.
3.لا يستخدم صوتاً لدلالة على السرور.

من شهرين إلى ثلاثة اشهر
1.لا يستجيب أحياناً إلى ما يسمع من أصوات مثيرة حوله بأصوات أخرى.
2.لا يستخدم أصواتاً تدل على السرور.
3.لا يلفظ صوتين مختلفين أو اكثر.

من ثلاثة اشهر إلى أربعة أشهر
1.لا يضحك غالباً أثناء اللعب بالأشياء.
2. لا يكرر أصواتاً متشابهة عندما يكون منفرداً.
3.لا يستخدم غالباً أصواتاً مثل / الباء / و / الميم / .

من أربعة أشهر إلى خمسة اشهر
1. لا يستخدم أصواتا مثل / أو / و / إي /.
2.لا يعبر عن غضبه أو انزعاجه باستخدام أصواتاً أخرى غير البكاء.
3.لا يتوقف أحياناً عن إصدار الأصوات عند ما يسمع صوت آخر.

من خمسة أشهر إلى ستة أشهر
1.لا يبادر بإصدار أصوات لجلب انتباه الآخرين.
2. لا يستخدم أحياناً أربع أصوات مختلفة أو أكثر في الوقت نفسه.
3. لا يستخدم أصواتاً أثناء لعبه بمفرده أو مع الآخرين.

من ستة أشهر إلى سبعة أشهر
1.لا يعيد غالباً صوتين مختلفين .
2.لا يستجيب لأسمه أحياناً بإصدار بعض الأصوات.
3.لا يستخدم أصواتاً وكأنه يريد تسمية الأشياء.

من سبعة أشهر إلى ثمانية أشهر
1. لا يلفظ أصواتاً قريبة من الكلمة التي يريد استخدامها أحياناً.
2. لا ينغم ويتلاعب بالأصوات ولا يشترط أن تكون كلمات واضحة.
3. لا يلعب بدمج حركة جسده والصوت معاً .

من عمر ثمانية أشهر إلى تسعة أشهر
1.لا يستخدم بعض الإيماءات أو الإشارات اللغو يه مثل حركة الرأس لليمين ولليسار للتعبير عن الرفض...الخ.
2. لا يقلد الأصوات التي يسمعها من الشخص الذي يلعب معه غالباً.
3.لا تحوي ألفاظه أصوات أكثر من المرحلة السابقة.

من تسعة أشهر إلى عشرة أشهر
1. لا يبدأ ينطق الكلمات التالية مثل بابا, ماما, نونو أو أسماء الألعاب وغيرها.
2. لا يستخدم بعض الأصوات لدلالة على الدهشة و التعجب.
3.لا يستخدم كلمات تدل على جمل قصيرة غالباً.

من عشرة أشهر إلى أحد عشر شهر
1.لا يستخدم كلمات غير مفهومه عندما يلعب لوحده.
2.لا يحاول أن يقلد الكلمات الجديدة.

من أحد عشر شهر إلى أثني عشر شهر
1.لا يستخدم ثلاث كلمات أو اكثر بشكل مستمر.
2.لا يتحدث مع ألعابه والآخرين .
3.لا يستجيب لفظياً للأغاني والأناشيد دائماً.

من أثني عشر شهر إلى أربعة عشر شهر
1.لا يستخدم خمس كلمات حقيقية أو أكثر بشكل مستمر.
2.لا يتكلم ويؤشر للحصول على الأشياء التي يريدها.
3.لا يستخدم بعض الكلمات الصحيحة في جمل غير واضحة دائماً.

من أربعة عشر شهر إلى ستة عشر شهر
1.لا يستخدم سبع كلمات صحيحه أو أكثر.
2.لا يستخدم في كلماته أصوات مثل ( ت , د , ن , هـ).
3.لا يستخدم كلمات صحيحة مع الإشارة.

من ستة عشر شهر إلى ثمانية عشر شهر
1.لا يستخدم كلمات بدون الإشارة عند طلبه لشيء ما.
2.لا يعيد بعض الكلمات التي يسمعها من محادثات الآخرين.
3.لا تزداد الكلمات التي يستخدمها باستمرار.

من ثمانية عشر شهر إلى عشرين شهر
1.لا يقلد الجمل المكونة من كلمتين أو ثلاث كلمات .
2.لا يقلد أصواتاً البيئة مثل أصوات بعض الحيوانات أو السيارة عند اللعب.
3.لا يستخدم على الأقل 10 ـ 20 كلمة .

من عشرين شهر إلى اثنين وعشرين شهر
1. لا يبدأ في تكوين جمل قصيرة واضحة من كلمتين.
2. لا تزداد كلماته كل أسبوع .
3. لا يحاول التحدث عن خبراته بالمزج بين الجمل الطويلة غير الواضحة والكلمات الصحيحة.

من اثنتين و عشرين شهر إلى أربعة وعشرين شهر
1. لا يكون جمل من ثلاث كلمات.
2. لا يسمي نفسه.
3. لا يستخدم بعض الضمائر و لو بأخطاء نحوية.

من أربعة و عشرين شهر إلى سبعة و عشرين شهر
1. لا يستخدم جمل من كلمتين أو ثلاث كلمات.
2. لا يستخدم الضمائر المنفصلة مثل أنا ، أنت و نحن و أنتم وهو وهي وهم ...الخ .
3. لا يطلب من الآخرين المساعدة باستخدام كلمات مثل غسل يديه.

من سبعة و عشرين شهر إلى ثلاثين شهر
1. لا يسمي على الأقل لون واحد بشكل صحيح.
2. لا يستخدم ضمير المتكلم للإشارة لذاته بدلاً من ذكر اسمه مثل لي ، لعبتي ، بجامتي...الخ.
3. لا يستطيع إعادة رقمين أو أكثر بشكل صحيح مثل: 1 و 4.

من ثلاثين شهر إلى ثلاث و ثلاثين شهر
1. لا يستطيع الإجابة بشكل صحيح عند ما يسئل عن الجنس مثل: هل أنت ولد أو بنت؟
2. لا يستطيع يخبرك ماذا عمل عند ما تسأله ماذا تفعل؟
3. لا يقول اسمه واسم عائلته.

من ثلاث و ثلاثين شهر إلى ستة و ثلاثين شهر
1. لا يستطيع التحدث عن الأشياء الماضية .
2. لا يستخدم صيغ الأفعال بشكل صحيح عند التحدث عن صور بها أحداث متنوعة .
3. لا يستطيع استخدام صيغ الجمع بشكل صحيح.

خصائص النمو المعرفي عند الطفل العاجز سمعياً


تجــــاني بن الطاهر - أستاذ مساعد بقسم علم النفس - جامعة الأغواط

مما لا شك فيه أن الصمم أو ما يعٌرف عند البعض بالعجز السمعي له عدة نتائج والكل يتفق على أنها سلبية مما تحُول دون النمو السليم للطفل.لعل العامل الإهتمام المتزايد ضمن علم النفس و فروعه المختلفة لا خير دليل على ما يوله الدارسين بهذا النوع من الإعاقات خاصة منها الدراسات المعرفية التي تهتم بنمو الذكاء و باقي القدرات العليا الأخرى.
ونظرا لأهمية الذكاء بالنسبة للطفل و مستقبل مكتسباته و على رئسها الأكاديمية منها سنحاول في هذا المقال تسليط الضوء على مميزات النمو المعرفي عند فئة الأطفال الصم،وقبل ذلك لابد من الإشارة جملة من الأسباب نراها تفسر سبب الإهتمام المتزايد بالنمو المعرفي عند هذه فئة أكثر من غيرها من فئات العجز الأخرى.و هنا لا ريب إن قلنا أن سبب الإهتمام إنما يعود بالدرجة الأولى إلى رغبة الباحثين في دراسة خصائص العلاقة الموجودة من جهة بين اللغة - التي أُتفق على أنها أعلى القدرات الرمزية عند الإنسان- و ما هو غير لفظي في عملية التواصل،و من جهة أخرى ما كل من شأنه أن يضمن في السنوات الأولى من حياة الطفل نفس وظيفة اللغة علما أن هذه الأخيرة تعد أول القدرات التي تتأثر بوجود الإعاقة السمعية.
بالإضافة إلى ما سبق الذي يطول فيه الحديث نرى أيضا أن سبب هذا الاهتمام ينحدر في حقيقة الأمر من كون الطفل العاجز سمعياً يعد محروم من ملكة اللغة،و هذا ما من شأنهِ -حسب النظرة السائدة- أن يُساعد على دراسة النمو دون عامل تأثير اللغة.طبعاً هذه النظرة لها بعدين إثنين كونها لا تدرس فقط ما ورد فيما سبق، إنما قد تقود إلى استخلاص دور و تأثير اللغة في مسار العام للنمو و كذا مسار النمو المعرفي خاصة إذا ما أخذنا بعين الأعتبار أن مسار النمو يسير في إتجاه موحد رغم اختلاف أشكال النمو و نقصد بذلك النمو العاطفي و النمو النفسو جسيمي و ما إلى ذلك تماماً كما هو الحال بالنسبة لنمو اللغوي حيث يشهد كل شكل مسار نمو خاص به يختلف فيه كل شكل عن الآخر لنكنه يصب في نفس الإتجاه آلا و هو المسار العام للنمو. و هنا نفتح قوسين لنذكر فيها القارئ أن يضع نصب عينه مثلا تأثير غياب اللغة على النمو النفسي و الإجتماعي و ما يخلفهُ على المسار العام و لا يختلف إثنان حينئذ إن قُلنا أن حتى النمو المعرفي يعد هو الآخر أحد أشكال و مكونات هذا المسار العام للنمو و حتما سيتأثر .

و نظراً لأهمية هذا العنصر الأخير في مقامنا هذا ألا و هو النمو المعرفي عند الأطفال العاجزين سمعيا نرى أنهُ من الضروري أن ننطلق من المسلمة القائلة بأن الطفل العاجز سمعياً يتبع في نموهِ المعرفي نفس المراحل التي جاءت بها النظرية التكوينية و ذلك كما توصلت إليهِ دراساتDabsyshire (1986) التي أكدت على أن الطفل الأصم يتبع بطريقة أكثر بطيئة نفس الفترات التطورية التي أشار إليها J.Piaget .و لعل أهم شيء توصلت إليه العديد من الدراسات التي حذت حذو هذه الأخيرة خاصة منها التي حاولت البحث قي صميم هذه القضية.و التي نجدها قد خلصت إلى معطيات أهمها أن الطفل العاجز سمعياً يتبع نفس المراحل التطورية التي يتبعها الطفل السليم سعيا.لكن هناك ثمة ما يُميزهُ عن هذا الأخير.من أهم هذه الخصائص و المميزات نجد تلك التي أشار إليها M.Bartin (1979) حيث يرى هذا الأخير أن الإختلاف بين الفئتين لا يكّمن في مستوى طبيعة البنية إنما على مستوى توظيف هذه الأخيرة .طبعاً في هذه الحالة يقصد بالتوظيف هو تلك الكيفية التي يعتمدها الطفل في حل مشكلة أو تسير تبادل و نُشير هنا أن بالنسبة للتوظيف الخاص بالطفل العاجز سمعياً هنالك العديد من يُشير أن هذا الأخير يعتمد فيها أساساً على المظاهر الشكليةAspect figuratifs ،بما أنهُ يعتمد ويبقى أسير المداعبة العفوية و التقليد و لمدة طويلة مما يُسبب له هذا التأخر .
و لكن الملفت للإنتباه في كل هذا أن تأخر للأطفال العاجزين سمعياً يُحيلهُ نفس الباحث إلى فقر التعزيزات المقدمة من طرف المحيط حيث يذكر قائلاً […تأخر الأطفال لا يرتبط فقط بغياب اللغة الشفوية ، و لكنهُ يرتبط أكثر بالفقر المسيطر على النمو و كذا قلّة الخبرة التي يقدمها المحيط العاجز …] . وعليهِ فإن الخلاصة التي يمكن نصل إليها من كُل هذا أنهُ لا يمكن القول بأن سبب تفضيل الأطفال العاجزين سمعياً للمؤشرات الشكلية في تعاملهم مع الوسط الخارجي تعود فقط لغياب اللغة إنما هناك عوامل أخرى من بينها ما يقدمه المحيط و يُوفره للطفل العاجز سمعيا ( الأصم ) .
أضف إلى ذلك أن الطفل العاجز سمعياً يُظهر إلى جانب ما سبق ذكرهُ صعوبة خاصة إن دّلت على شيء إنما تدل بالفعل على وجود صعوبة من نوع خاص تربطها علاقة بالجانب المعرفي ، هذه الصعوبة نرها تتمثل في عدم قدرتهِ على توقع العواقب إلا عند بلوغهِ سن متقدم،و هذا مما يعني أنهُ يبقى لفترة طويلة أسير المؤشرات المدركة مقارنة مع الطفل السليم سمعياً ، و هنا نؤكد أن استبعاد دور اللغة لا يعني أننا نقلل من أهمية تأثير التبادلات اللغوية إنما نعتقد أنهُ لا يمكن أن يكون غياب اللغة وحدهُ عاملاً رئيسياً للتأخر .لأنهُ من جهة حسب النتائج المتوصل إليها من طرف M.Bartin إن اللغة الشفوية لا تلعب دور(كبير) في تكوين البنيات التفكير … ، و من جهة أخرى أن الأطفال العاجزين سمعياً غالباً ما يتمركزون في المرحلة الثانية من مراحل نمو الاحتفاظ ( la conservation ) معتمدين في ذلك على المظاهر الإدراكـيـة للأشياء .و عليهِ فإن ما يمكن أن نقولهُ أو بالأحرى نؤكدهُ هو أن عامل غياب اللغة لا يتحمل وحدهُ سبب التأخر الملاحظ عند الطفل المصاب بالعجز السمعي إنما هناك أسباب أخرى قد يكون لها دور أكبر بكثير مقارنةً باللغة في مســـــــار النمو المعرفي، و هنا نشير على سبيل المثال إلى ما أكـــــــدتهُ دراســـــات Furth (1987) في هذا الصدد، أن الأطفال العاجزين سمعياً يتشابهون مع فئة الأطفال المنحدرين من وسط إجتماعي و ثقافي ميسور بقولهِ أن مجموعة الأخيرة تحصلت على نتائج متشابهة إلى حد بعيد مع مجموعة الأطفال العاجزين سمعياً (...) إذا كانت ثقافة و كيفيات الحياة لا تغذي بإستمرار أو على الأقل لا تشجع العادات الفكرية سيكون احتمال ظهور الذكاء المنطقي ضئيل جداً …] .

و عليه بعد أن اطلعنا على جملة من الآراء التي أردنا من خلالها إبراز المميزات و الخصائص العامة التي يتميز بها نمو الذكاء ( الحسي الحركي و كذا الذكاء التمثيلي) و ما يعكسهُ من قدرة على التوظيف المعرفي عند الطفل الأصم ،نعتقد أنهُ أصبح بإمكان للقارئ في ختام هذا المقال ان يبني فكرة عامة عن النمو المعرفي و متطلباته عند الطفل الأصم .

المراجع - المصادر :
1. DABSYSHIRE &all in S.VINTER :Jeu symbolique et langage verbale In .Bull.Audiophono.Année.Sc.Univ.Franche-Comté. 1986.Volol, 2N° 1. p 93
2. BARTIN MARC :Langage,milieu social et conservation des quentités phisique (Etude comparative entre sourds profonds de naissance et entendants),in "ENFANCE",Voll N°03.Mai.september.1979.p283
3. SERRA-TOSIO (J)&VARRILLION (F) : Le Fonctionnement cognitif de l'enfant sourd 6, in "Glossa" Les cahiers de France l'UNADRIO ,N° 36.1993 .p33
4. نفس المرجع السابق لـ… BARTIN MARC :Langage,milieu social et conservationص283
5. نفس المرجع السابق ص 282
6. نفس المرجع السابق ص 282 .283
7. FRUTH in M.DELEAUX :Imitation des gestes et représentation graphiques chez l'enfants- Vol 42, les éditions de C.N.R.S.1987.p26

المساعدات السمعية

سماعة الأذن

المساعدات السمعية

HEARING AID

إعداد - الأخصائي/ عبد الله الصقر - أخصائي أمراض التخاطب
عيادات أمراض التخاطب - مدينة الملك عبد العزيز الطبية - الشؤون الصحية - الحرس الوطني - الرياض

ما هي سماعة الأذن ؟
هي جهاز يساعد ضعيف السمع تعويض ما قد فقده من سمع طبيعي ، درجة المساعدة تعتمد على شدة فقدان السمع ، ويتم التوصية به من قبل أخصائي السمعيات بعد إجراء فحوصا خاصة. وأنواع سماعات الأذن متعددة وينبغي التقيد بتوصيات أخصائي السمعيات ، فهو المهني الوحيد المرخص له طبياً بمزاولة الفحص ووصف السمعات والتأهيل.

كيف تعمل السماعة؟
سماعة الأذن بعبارة أخرى هي مضخم للأصوات المستقبلة عبر مكوناتها ، تمكن المريض من سماع الأصوات بدرجة أعلى ، لكن لا تعيد السمع الى طبيعته كما هي النظارات للضعاف النظر. السماعة تتكون من أربع أجزاء رئيسة هي : المايكروفون والمكبر والبطارية والمستقبل . المايكرفون يلتقط الصوت الخارجي ويستقبله ويحوله الى إشارة كهربائية. المكبر يستخدم طاقته من البطارية ليجعل درجة الاشارة الكهربائية أعلى ، والمستقبل يحول الاشارة الكهربائية الى صوت مكبر عبر القالب الموضع حول القناة الخارجية للأذن .

كيف يتم فحص السمع؟
1. يفحص طبيب الأنف والأذن والحنجرة الأذن ليتأكد من الأذن وطبيعتها والمشاكل المتعلقة بها ، ليصف العلاج المناسب أو لعمل التحويل الملائم إما لعمل فحوص أخرى مثل فحص السمع والأذن الوسطى من قبل أخصائي السمعيات أو فحوص متعلقة بالدم في المختبر ، أو فحوص إشعاعية ... الخ.
2. يفحص أخصائي السمعيات السمع والأذن وما يتعلق بها بأجهزة في غاية الدقة والتطور ؛ لتحديد المشكلة ولوصف السماعة اذا تطلب الأمر.


جهاز قياس السمع Audiometer

جهاز قياس السمع ABR

كيف تلبس السماعة؟

الطريقة الأولى:
لتركيب السماعة في الأذن عليك أن تشد الأذن للخلف وسحبها للخارج وللأسفل و باليد الأخرى ضع القالب في تجويف الأذن و ادفع طرف القالب إلى قناة الأذن وبقية القالب لتجويف الأذن حتى يصبح جزأً من الأذن ويشعر المريض بوضع مريح وغير مؤلم و يكون القالب محكم.


الطريقة الثانية:
أدخل طرف القالب في قناة الأذن والطرف العلوي للقالب باتجاه العين. وعندها لف القالب للخلف حتى يكون طرف القالب والجزء العلوي داخل التجويف الأذني و يصبح القالب بأكمله مثبت داخل تجويف الأذن وبدون ألم.
كيف تستخدم السماعة لأول مرة؟
1. ابدأ في مكان هادئ من دون ضوضاء.
2. التدرج من الأماكن الهادئة إلى كثيرة الضوضاء.
3. الاستماع لمصدر صوت في غرفة هادئة.
4. الاستماع إلى محادثة بسيطة بين شخصين.
5. الاستماع إلى لعبة تصدر صوتاً.
6. الاستماع للآخرين من مواقع ومسافات مختلفة.
7. الاستماع لشخص يتكلم والماء يجري.
8. الاستماع لتلفاز في غرفة هادئة.
9. الاستماع للآخرين أثناء فترة الغداء.
10. الاستماع لمحادثة ثلاثة أشخاص ثم أربعة .
11. الاستماع في الخارج مثل شارع الحي.
12. الاستماع في السيارة والشباك مغلق.
13. الاستماع في السيارة والشباك مفتوح.
14. الاستماع في السوق أو البقالة.
15. الاستماع إلى الآخرين في مناسبة عامة.

كيف تتحكم في لبس السماعة لطفلك؟
أ- إذا كان متعاون:
إذا كان الطفل متعاون و غير رافض للسماعة يكتفى بتطبيق التعليمات العامة السابقة مع التدرج في المدة الزمنية للبس السماعة و التحكم في درجة الصوت , إلى أن يصبح لبس السماعة طوال اليوم ، ما عدا فترات اللعب النشط جداً أو عند النوم أو عند الاستحمام.
ب- إذا كان يرفض السماعة:
إذا كان يرفض للبس السماعة فيلزم إلباسه إياها بالتدرج ؛ حتى يتعود عليها كما في البرنامج التالي:

الأسبوع الأول:
ضع السماعة لمدة 5 دقائق مرات عدة يومياً ، وإذا كان ما زال يرفضها ضعها لفترة أقصر ، ويكون وضع مفتاح التشغيل في وضع الإغلاق off ، ثم تدريجياً افتح مفتاح التشغيل على أقل مستوى ، والعب معه لعبة محببة في هذه الفترة وفي غرفة هادئة.
الأسبوع الثاني:
ألبسه السماعة لمدة10-15 دقيقة يومياً و لمرات عدة مع رفع درجة التحكم في الصوت إلى مستوى أعلى بقليل من السابق , دعه يسمع أصواتا مختلفة مثل الجرس والثلاجة و الغسالة و المكيف و التلفاز و الراديو و المكنسة و الساعة و الخلاط... الخ. ، لكن إحذر الأصوات العالية.
الأسبوع الثالث:
ألبسه السماعة لمدة 20-30 دقيقة يومياً و لمرات عدة , و دعه يسمع أصواتا مختلفة مثل الجرس والثلاجة و الغسالة و المكيف و التلفاز و الراديو و المكنسة و الساعة و الخلاط ، وصوت ألعابه المفضلة وصوت اخوته ، وتحدث معه بهدوء.
الأسبوع الرابع :
ألبسه السماعة لمدة 45 دقيقة يومياً و لمرات عدة ، مع رفع درجة التحكم الصوت إلى المستوى الذي أشار إليه الأخصائي , استمر في تعريفه على الأصوات.
الأسبوع الخامس:
ألبسه السماعة لمدة ساعة واحدة يومياً و لمرات عدة.
الأسبوع السادس وما بعده:
استمر في زيادة مدة لبسه للسماعة حتى نهاية الشهر الثاني على أن يلبسها طول اليوم ما عدا فترة النوم ، و دعه يلعب خارج المنزل بدون سماعة لفترة وجيزة للراحة مع الاستمرار في تعريفه أصوات متنوعة.

ما هي طرق الحصول على استماع جيد؟
1. كن قريباً من مصدر الصوت أو المتحدث.
2. وجه السماعة تجاه المتحدث أو المصدر.
3. ابعد الطفل بقدر الإمكان عن مصادر الإزعاج كالمحركات ، الشبابيك المفتوحة ، المراوح ، المكيفات ، والآلات .
4. أغلق ما استطعت مصادر الإزعاج عن الطفل عند الحديث معه كالتلفزيون و الراديو.
5. تحدثا وجها لوجه.
6. أخبر الآخرين عن ضعف سمعه ؛ ليعذروه عندما لا يتجاوب بالطريقة المتوقعة وليتحدثوا ببطء و وضوح معه.

ما هي طرق الحفاظ على السماعة؟
o افحص البطارية يومياً ، من خلال جهاز فحص خاص ، أو من خلال وضعها في يدك واقبض عليها ، عندما تسمع صفير فهي تعمل بشكل جيد ، وإن لم تسمع صوت فهي بحاجة في الغالب إلى استبدال ، ينصح صانعي السماعات بتغيير البطارية يومياً.
o افحص زر ضبط تحكم الصوت قبل لبس السماعة يومياً ، بتحريكه للأعلى والأسفل ببطء , عندما يحدث صفير ففي الغالب أن الضابط يعمل بشكل جيد ، إن لم يحدث ذلك فيوجد عطل ، حاول رفع وخفض الزر مرارا برفق ، إن تحسن وضعها فذلك جيد ، وإن بقي الحال على ما هو عليه يجب مراجعة الوكيل لتأكد من الأمر ، ثم بعد أن يلبس الطفل السماعة تأكد أنه يسمع الأصوات جيدا ، وإن لم يسمع الأصوات جيدا مع ضبط زر التحكم إلى المستوى المثالي عندها قد يكون بالسماعة عطل ينبغي مراجعة الوكيل للصيانة.
o افحص القالب والأنبوب باستمرار وتأكد من نظافتهما ، لأن لهما دور كبير في توصيل الصوت للأذن.
o تأكد من تركيب السماعة والقالب ، وتأكد من عدم وجود صفير.
o تأكد من عدم سقوط السماعة ، لأن ذلك يؤثر على جودتها وكفاءتها.
o تأكد من عدم وصول البلل للسماعة ، لأن ذلك يؤدي إلى تلفها.
o لا تدع السماعة في الأماكن التي يمكن أن تكون عرضة للكسر.
o لا تلو أو تثني الأنبوب البلاستيكي.
o لا تدع الطفل يلبسها إذا كان يقوم بنشاط حركي كالرياضة حيث يحتمل أن تسقط أو تتهشم.
o لا تستخدم بخاخ الشعر عندما تلبس السماعة.
o أغلق السماعة وأنزع البطارية عند النوم أو عندما لا تستخدمها.
o ليكن معك أنبوب إضافي في حال انقطاع الأنبوب تستبدله بآخر.
o ليكن معك بطارية إضافية في حال ضعف عمل السماعة تستبدلها.
o فحص السماعة كل يوم للتأكد من عملها وأنها لا تصدر صوتاً غريباً أو أزيزاً.
o لا تعرض السماعة للأتربة أو القاذورات أو درجة الحرارة العالية.
o انزع البطارية في حال عدم الاستعمال.
o حافظ على نظافة القالب.
o أبعد السماعة عن متناول الأطفال والحشرات.
o تجنب وضع أي سائل عند تنظيف السماعة.

صيانة سماعة الأذن والمحافظة عليها:
قم بالصيانة التالية أسبوعياً ؛ لتقليل تكون الصدأ أو عندما لا تعمل السماعة بشكل جيد:
o أدلك نهايتي البطارية بمساحة مطاطية أو بقطعة قماش.
o افعل الشيء نفسه مع كل ما تتصل به البطارية.
o أدر مفتاح تحكم الصوت للخلف وللأمام بسرعة وكذلك المفتاح الآخر لمنع الصفير. لاحظ أن السماعة عندما لا تكون في موضوع صحيح في الأذن فإنها سوف تصدر صفير.
o نظف كل صباح القالب و الأذن ؛ لأن المادة الشمعية تحجز الصوت من الوصول.


ما هي مشكلات السماعة والحلول الممكنة؟
1- السماعة لا تستقبل الأصوات !!!
لحل هذه المشكلة جرب الاقتراحات التالية:
o ضع مفتاح التشغيل على ( ON ) وضع التشغيل ، أو وضع ( MIC ).
o استبدل البطارية.
o ضع البطارية في المكان الصحيح.
o أزل أي شيء عالق بالبطارية.
o افحص القالب لتأكد من نظافته.
o افحص الأنبوب و تأكد أنه غير ملتو أو منكسر.
o تأكد من درجة ضبط الصوت واعمل الفحص اللازم للضابط نفسه.
o إن لم تحل هذه المشكلة راجع الوكيل للصيانة.

2- مفتاح تحكم درجة الصوت لا يتحرك !!!
جرب الاقتراحات التالية: افحص زر ضبط تحكم الصوت قبل لبس السماعة ، بتحريكه للأعلى والأسفل ببطء , عندما يحدث صفير ففي الغالب أن الضابط يعمل بشكل جيد ، إن لم يحدث ذلك فيوجد عطل ، حاول رفع وخفض الزر مرارا برفق ، إن تحسن وضعها فذلك جيد ، وإن بقي الحال على ما هو عليه يجب مراجعة الوكيل لتأكد من الأمر ، ثم بعد أن يلبس الطفل السماعة تأكد أنه يسمع الأصوات جيدا ، وإن لم يسمع الأصوات جيدا مع ضبط زر التحكم إلى المستوى المثالي عندها قد يكون بالسماعة عطل ينبغي مراجعة الوكيل للصيانة.

3- الصوت المستقبل ضعيف !!!
o تأكد من صلاحية البطارية.
o تأكد من القالب.
o تأكد من الأنبوب.
o تأكد من عمل زر ضبط الصوت.

4. السماعة تصدر طنين مزعج داخل الأذن !!!
حرك مفتاح تحكم الصوت للأعلى والأسفل مرات عدة ، و تأكد من أن شكوى الطفل ليس استغراباً لما يسمع بعد وضع السماعة. و إذا كان الضجيج لا يزال موجوداً و ليس في الغرفة مصادر إزعاج (شباك ، تلفزيون ، راديو ، محركات ، مكيف ، مروحة ، …الخ. ) ، إذا السماعة بها عطل وينصح مراجعة الوكيل للصيانة.

5. الصوت المستقبل مشوش !!!
o تأكد من صلاحية البطارية.
o تأكد من وضع مفتاح تحكم الصوت.
o إذا لم تحل المشكلة ، يستحسن مراجعة الوكيل للصيانة.

6. السماعة تصدر صفير !!!
o تأكد من وضع القالب ، وأضغط عليه بالإبهام.
o تأكد من الأنبوب نظافته وسلامته ووضعه.
o تأكد من أن لا تكون الأذن قريبة من مصادر عاكسة للصوت كالحائط أو الباب أو الباب...الخ.
o تأكد أن يد الطفل ليست قريبة من السماعة.
o تأكد من وضع السماعة في المكان الطبيعي المريح للطفل.
o تأكد من أطراف الاتصال بين القالب والأنبوب.
o إذا لم يختفي الصفير راجع الوكيل للصيانة.

7. تعطل السماعة بسبب الرطوبة !!!
o لا تنفخ الرطوبة الموجودة في السماعة ، لأنها ستنتشر في جميع أجزاءها , بل استخدم المحقنة المطاطية لإخراجها.
o استخدم مجفف الهواء - سلكاجل - وضع السماعة في صندوق ليمتص الرطوبة ، و يمكن أن تحصل على هذه المواد من الوكيل.
o أخرج الماء بالرج.
o أخرج الماء بالورق المنشف.
o غلف السماعة بمنديل.
o إذا لم تنجح المحاولات راجع الوكيل للصيانة.

اللغة والكلام - وأسباب تأخره


اللغة هي النظام الرمزي الافتراضي الذي يقرن الأصوات بالمعنى ( قطبي. 1980)، أما تأخر اللغة فيقصد به تأخر نمو مهارات اللغة عن مستوى العمر الزمني للطفل مما يعيق تواصله مع مجتمعه ويؤخر تلبية حاجاته، و تأخر اللغة متنوع الدرجات فقد يكون بسيطاً أو متوسطاً أو شديداً و كذلك الحال بالنسبة للاسباب فهي متنوعة.
اللغة تتكون من عناصر هامة كالمفردة والصوت والقواعد التي تربط الكلمات مع بعضها البعض، والمعاني التي تحملها الرسالة اللغوية، واستخدام اللغة بشكل فعال يحقق التواصل الجيد ويلبي الحاجات، والخلل في اللغة يكون خلل في عناصرها.
وتوجد وسائل أخرى للتخاطب غير اللغة الكلامية كتعبيرات الوجه أو حركات اليدين مع العلم أن اللغة الشفوية وسيلة البشر الرئيسة للاتصال، كما أن الكلام هو التعبير الأكثر شيوعاً في اللغة (بلوم 1988).
لقد ازداد الإهتمام باضطرابات اللغة والكلام (التخاطب) في الدول المتقدمة منذ سنين طويلة، وتبلغ نسبتها أكثر من 10% في المجتمعات الإنسانية.

مقومات اكتساب اللغة :
تتبع اللغة في نشأتها ونموها جدولاً زمنياً متدرجاً يخطو فيه الطفل الطبيعي الذي تتوافر لديه مقومات اكتساب اللغة وهي:
o سلامة القنوات الحسية
o صحة وظيفة الدماغ
o الصحة النفسية
o والبيئة المنبهة
غياب أو ضعف واحدة أو أكثر من هذه المقومات يؤثر سلبيا على نمو اللغة لدى الطفل فيؤخر عملية التطور الطبيعي و يؤدي إلى ما يعرف " بتأخر نمو اللغة"

أسباب تأخر قدرات الطفل اللغوية:
وتتلخص أسباب تأخر قدرات الطفل اللغوية إلى:
o الحرمان الحسي
o الإصابة الدماغية
o الاضطراب النفسي
o الحرمان البيئي
o أسباب أخرى غير محددة.

أسباب تأخر اللغة
1- العوق الفكري:
يمكن أن تؤخر الإعاقة الفكرية أو تعيق تطور المهارات الأساسية.
2- العوق الجسدي:
يعتبر العجز الجسدي كشلل الأطراف العلوية أو السفلية إعاقة حيث تمنع الطفل من التنقل و استكشاف عالمه، و يمكن أن يكون لإعاقة أقل نسبياً كالشق الحلقي.
3- العوق الحسي:
يلغي وجود الصمم و العمى مجموعة واسعة من التجارب المهمة لتطور اللغة المبكرة و الإدراك. كما يحرم ضعف حواس الشم و التذوق و اللمس الطفل من مصدر هام للإحساسات و مما يؤدي الى حرمانه من المعرفة.
4- الحرمان العاطفي:
سواءً أكانت جذور المشكلة نتيجة لطفل منطوٍ على نفسه أو لوالد مهمل فإن الحرمان العاطفي يضعف الرابط بين الطفل و الوالد الذي يعد أساسياً لتطور المهارات الاجتماعية و التواصلية والإحساس بالأمان الذي يحتاجه الطفل كي يستكشف و يختبر بيئته.
5- الحرمان المادي:
إذا لم يكن لدى الطفل ألعاباً في بيئته تثير اهتمامه قد يتأخر نموه.
6- انعدام الحافز:
رغم أن بعض الأطفال يملكون الكثير من الألعاب الجميلة إلا أنهم غير متحفزين للعب لأنهم غالباً ما يُتركون بمفردهم مع أغراضهم، لذى يحتاج الأطفال إلى شخص راشد ليريهم الأشياء و يلعب معهم و يتحدث إليهم.
7- تكرر الأمراض:
قد يوهن المرض المتكرر جسد الطفل و يتركه تعباً و غير متجاوباً، و قد يؤخر علاجه في المستشفى و فصله عن عائلته من تطوره.

انتشار الإعاقة في المجتمعات الإنسانية ونسبتها المئوية:
o العوق الفكري 2.3%
o صعوبات التعلم 3%
o الإعاقة البصرية 0.1%
o الإعاقة الجسمية 0.5%
o الإعاقة الانفعالية 2%
o الاضطرابات الكلامية اللغوية 3.5%
المجموع 12%

العلاج ومدى نجاحه:
يعتبر تأخر اللغة أحد أمراض التخاطب الشائعة لدى الاطفال، وعلاجه من خلال برامج تدريبية يضعها أخصائي أمراض التخاطب، ولا يوجد علاج دوائي يصحح تأخر اللغة، فالعلاج الدوائي متاح لعلاج الإعتلالات المصاحبة لتأخر اللغة كمشاكل الجهاز السمعي، الصرع، الأمراض النفسية، النشاط الزائد وفرط الانتباه، الإعتلالات المركزية العصبية وغيرها.
النجاح في علاج هذه الفئة يرتبط بعوامل عدة منها:
o التدخل العلاجي المبكر
o التشخيص الدقيق
o طبيعة الحالة و شدتها
o ما يصاحبها من اعتلالات أخرى كالشلل الدماغي أو القصور الفكري أو العجز السمعي الشديد.
o البرنامج التدريبي الملائم للحالة
o تعاون الفريق الطبي والوالدين -- تنفيذ الوالدين ما يوكل إليهم من مهام للقيام بها مع الصبر والاستمرار والإصرار لتحقيق الأفضل وعدم اليأس أو الإهمال نظراً لأن تقدم الحالة يعد بطيئاً

إعداد
الأخصائي / عبد الله الصقر
ماجستير علاج امراض التخاطب

أسباب وأنواع ضعف السمع


الدكتور على عبد الدايم على استشارى السمعيات ، ورئيس وحدة السمع طب الأزهر ، زميل الأكاديمية الأمريكية للسمعيات

أسباب ضعف السمع
( أ ) أسباب وراثية -عائلية:
وهي قد تكون خطأ في تركيب الجينات او الكروموسومات، كذلك قد تكون ظاهره عند الولادة او تظهر في سن متأخرة.
o غالبا ما يكون هناك اكثر من فرد مصاب بالأسرة (تتبع قوانين الوراثة سائد ومتنحى ومرتبط بالجنس).
o تزداد الحالات بزواج الأقارب- مثال- تلازمية واردنبرج وفيه ضعف سمع حسى عصبى شديد بالأذنين مع أختلاف فى لون العينين (القزحية) أو أكثر من لون فى العين الواحدة مع خصلة شعر أبيض فى مقدمة الرأس، وهو مرض وراثى سائد بحيث اذا كان أحد الابوين مريضا فان نصف الأولاد يعانون من المرض.
( ب ) أسباب مكتسبة:
1- أسباب أثناء الحمل.
o مثل الحميات التي تصيب الام أثناء الحمل و خاصة في الشهور الثلاثة الأولي ومن أهمها الحصبة الألمانية التى تؤدى الى ضعف سمع حسى عصبى وعيوب خلقية بالابصار والقلب.
o تسمم الحمل و ارتفاع ضغط الدم و أصابات الكلي.
o الاصابات المباشرة و النزيف و التعرض للاشعاعات (غير الأشعة التلفزيونية أو السونار) .
o الادوية الضارة بالجنين و كذلك التعرض للدخان والتدخين.
o استمرار القئ و نقص السوائل الشديدة للأم أثناء الحمل و خصوصا في الشهور الأولي.
2- أسباب أثناء الولادة:
o مثل الولادة المتعثرة و التي تؤدي الي نقص اكسجين للجنين ( التفاف الحبل السري حول الرقبة النزول بالمقعدة ).
o اصابة الجنين اثناء الولادة ( استخدام الالات الجراحية مثل الجفت ).
o التوائم او صغر وزن الجنين ( أقل من 1500 جم ).
3- أسباب بعد الولادة:
o الاصابة بالصفراء بعد الولادة (خاصة اذا وصلت 20مجم بالدم) مثل عدم توافق الدم (Rh).
o الاصابة بالحميات المختلفة ( الحصبة - الجديرى - الحمي الشوكية - الغدة النكفية الانفلونزا).
o اصابات الرأس (من ادخال أجسام صلبة فى الأذن الى كسر فى قاع الجمجمة).
o إلتهابات الأذن الحادة و المزمنة سواء ارتشاح خلف الطبلة أو التهاب صديدي او الدرن.
o تعاطي الأدوية الضارة بالعصب السمعي مثل الجاراميسين و الاسبرين .
o التعرض للضوضاء (مسموح بالمصانع شدة ضوضاء 85 ديسيبل لمدة 8 ساعات يوميا).
o اسباب دموية/وعائية مثل أرتفاع الضغط الدم و الأنيميا.
o الضمور والتليفات بالجهاز السمعى الطرفى و المركزى مثل المتصلبة المتناثرة
o الأمراض المناعية العامة أو الخاصة بالأذن.
o الأورام بمنطقة الأذن.
o اسباب أخري - الصملاخ - الأجسام الغريبة -- تيبس عظمة الركاب - كبر السن - مرض منيير (الدوار) - اضطراب الهرمونات -أمراض عامة مثل البول السكرى.

أنواع ضعف السمع:
ضعف السمع قد يكون حقيقي ( عضوي ) ناتج من مرض أو اصابة بالجهاز السمعى وممكن أن يكون زائف (أى الشخص يدعي ضعف السمع ليحصل على تعويض فى قضية أو نسبة عجز من أحد المصانع أو حتى طفل يرفض الذهاب الى المدرسة) و قد يكون هناك ضعف سمع حقيقي ولكن المريض يبالغ فيه.
ضعف السمع الحقيقي (العضوى):
o ضعف سمع طرفي (الأذن الخارجية - الوسطي - الداخلية و عصب السمع ). توصيلى - حسى عصبى - مختلط
o ضعف سمع مركزي ( من جذع المخ و المراكز المخية ).
مثال : اصابة الطفل بالصفراء غالبا ما يؤدي الي ضعف سمع بالمراكز المخية للسمع.
o ضعف السمع الطرفي التوصيلي : تكون الأصابة فى الأذن الخارجية - غشاء الطبلة - الأذن الوسطي (مثل التهاب الأذن الوسطى).
o اما الحسى العصبي: فتكون الاصابة فى الأذن الداخلية - العصب السمعي (مثل التعرض للضوضاء والأدوية الضارة بعصب السمع).
o وقد يكون ضعف السمع مختلط من النوعين لسبب يؤدي الي ضعف توصيلي، و ضعف حسي عصبي معا او سببين منفصلين مثل وجود التهاب او ثقب بطبلة الأذن ( صمم توصيلي ) و كذلك تأثر بالضوضاء او السن ( حسي عصبي ).

درجات ضعف السمع : ( مستوي التوصيل عن طريق الهواء )..
o السمع الطبيعي حتي 25 ديسيبل.
o ضعف سمع بسيط من 25 ديسيبل الي 40 ديسيبل.
o ضعف سمع متوسط من اكثر من 40 ديسيبل الي 55 ديسيبل.
o ضعف سمع متوسط الشدة من اكثر من 55 ديسيبل الي 70 ديسيبل.
o ضعف سمع شديد من اكثر من 70 ديسيبل الي 90 ديسيبل.
o ضعف سمع تام او عميق من اكثر من 90 ديسيبل.
المصدر : موقع ميديكال إيجيبت

لغة الإشارة بين الواقع والتطبيق



لغة الإشارة لها من الأهمية بمكان في عالم الصم، وأحدى طرق الاتصال بين الأصم وبين أفراد المجتمع، وليس الحديث عنها قاصراً على عملية وضع قاموس لهذه الإشارات، فقد ننسى فيه الأصم وإشاراته الخاصة به دون الرجوع إليه ----- لأن هذه الإشارات التي يتعامل بها الأصم مع أقرانه أو مع المحيطين به ممن يسمعون أو حتى القائمين على تعليمه ورعايته---- تختلف من مكان لآخر، من صف دراسي إلى لآخر ، من معلم إلى معلم ، من بيئة إلى أخرى، من دولة إلى دولة، من أصم صغير إلى أصم بالغ، من أصم لم تقدم إليه خدمات تعليمية إلى آخر وصل إلى درجة عالية من التعليم.

كما يجب ألا ننسى إن هناك إشارات خاصة يتعامل معها الصم فيما بينهم، وهى قاصرة عليهم فقط ، حتى يشعرونا دواماً بالحاجة إليهم في الاستفسار والسؤال عن مدلول هذه الإشارات، لذا يجب علينا عندما نتحدث عن تقنين لغة الإشارة أو تعميمها في شكل معجم أشاري للصم إلا نغفل أن يكون الصم هم أصحاب المشاركة الفعلية في وضع هذا القاموس، وان تكون المجموعة المختارة ممن وصلوا إلى مراحل تعليمية عالية يمكن من خلالها الاستفسار منهم لكي تصل إلى المدلول السليم لكل إشارة خاصة ، وان هناك بعض التشابه والازدواجية في مدلول ومعنى بعض الإشارات.
كذلك يجب إلا ننسى أن تكون لغة الإشارة مادة مقررة، توضع لها الأهمية التي نضعها لمادة الصوتيات الخاصة بمخارج أصوات الحروف التي نعلمها للصم، وان تكون مادة لغة الإشارة وقاموسها ضمن البرامج والمناهج التي تحويها مناهج إعداد معلم التربية الخاصة، واضعين في الاعتبار إن تزود كتب القراءة وتدريبات النطق الخاصة بالصم بأسلوب متميز عبارة عن تدريبات للمتعلم الأصم عن الإشارة خاصة في مادة التعبير اللغوي والتعبير الإنشائي، وان تعميم لغة الإشارة في تلفزيونات البلاد العربية خلال النشرات الإخبارية أو الإعلامية كنوع من تعميم هذه الإشارات وخلق نوع من التواصل والتفاهم بين جمهور المشاهدين من الصم وغيرهم من الأسوياء

لغة الإشارة في حياتنا :
إن لغة الإشارة ليست قاصرة على الصم فقط، فجميعنا نستعملها ونستخدمها خاصة إذا كنا في أماكن تحتاج إلى الهدوء والصمت، وترجمها أهل فرق الكشافة إلى رموز للتفاهم بها فيما بينهم في معسكراتهم ومخيماتهم، ولغة الإشارة يستخدمها الطفل الرضيع الذي لم يصل إلى مرحلة الكلام، بأن يعطي إشارة الكوب في حالة طلبة للماء، أو إشارة إلى الفم في حالة طلبه للطعام، مع إضافة مقاطع صغيرة من الكلمات التي توضح المطلوب، فهو يلفظ (ماء) ناقصة المقطع الأخير (ما) مع الإشارة لرمز الكوب أو لفظ(فم) عند طلب الطعام------ وينتهي الأمر بهذا الطفل إلى إن يبدأ باستخدام كلمات مثل ((طعام)) في الوقت الذي يمد يده نحو الطعام، ويجد صعوبة في البداية في إن يخرج الأصوات بطريقة الأم أو الأب، لأن بعض الأصوات يصعب عليه نطقها - ولكن الأبوين يساعدانه في تقديم ما يطلب إليه ويجب غليهما في تلك اللحظة إن يدربانه على النطق الصحيح ورويداً رويداً يتعلم الطفل الكلمات ثم الجمل.
وقد يسأل هذا الطفل عن أشياء لا يمكنه إن يراها يسأل عن ((بابا)) عندما يغادر البيت ويطمئن عندما نجيبه بأنه سوف يعود بعد قليل، لأنه مع التكرار والتعود فيما يلاحظ من حياة وأنظمة داخل البيت يستطيع أن يفهم معنى أن يغيب المرء فترة ثم يعود بعدها.

لغة الإشارة عند الصم الصغار
الطفل الأصم الذي يولد في أسرة كل أفرادها صم، يستخدمون لغة الإشارة للتخاطب والاتصال فيما بينهم، فعندما يمد الطفل يده إلى (تفاحة) مثلاً فنجد أن الوالد والوالدة يستجيبان فوراً بإشارة التفاحة هذه التفاحة ---- أتريد هذه التفاحة ؟ وقد أثبتت الدراسات إن الطفل الأصم الذي يعيش في أسرة كل أفرادها صم --- فإن تحصيلة الدراسي وإتقانه للإشارات وتفهمها أفضل بكثير من الطفل الأصم الذي يوجد في أسرة كل أفرادها يتكلمون ---- لان لغة الإشارة هي لغة طبيعية في البيت ، وبالرغم من ذلك فان بعض الإشارات التي يأتي بها الطفل لا تطابق تماما إشارات والدية فقد يصادف صعوبة في التحكم في بعض اصابعة ولكن لغته تقترب قليلاً من لغتهما وبالتدريج.
أما الطفل الأصم الذي يولد لأسرة أفرادها يسمعون --- وليست لديهم خبرة في لغة الإشارة أو كيفية التعامل مع الصم ---- فهو يجد صعوبة في التعامل معهم --- وهم أيضا يبادلونه تلك الصعوبة في التفاهم معه ---- وربما ينتهي الأمر بهما إلى إن يكفا عن التحدث إليه، أذ يريان انه لا يفهم حديثهما ، وقد تلجا إلى بعض الإشارات أو الحركات مثل وضع اليد تحت الخد للدلالة على أن علية الذهاب إلى الفراش، ويقتصر الأمر بينهم وبينه على بضعة أوامر تتعلق بأمور بالغة البساطة، وقد يتركانه وشأنه ، ويبدأ في التردد على أقرانه الصغار ممن يسمعون فلا يفهم شيئاً مما يدور حوله، لذلك نجد أن الطفل الذي يسمع ويوجد في أسرة كل أفرادها يسمعون يستخدم لغة صوتية، أما الطفل الأصم في أسرة أفرادها صم فأنه يستخدم لغة الإشارة ، وكل منهما يحصل لغة وينمو بنفس الطريقة عقلياً واجتماعياً ووجدانياً، ويشعر كلاً منهما بأنه معوق وسط أسرته ---- والفرق بينهما هو أن احدهم يتكلم ويتحدث بينما الآخر فلغة الحديث لدية هي ------ الإشارة

والطفل الأصم لا يحس بإعاقته إلا عندما يواجه المجتمع السامع، ويتمثل عائقة عندئذ في عجزة عن الاتصال ----- لأنه لا يستطيع أن يخاطب أناساً يسمعون بالأسلوب الذي يناسبهم، فالطفل الأصم الذي يعيش في وسط أسرة كل أفرادها يسمعون ولا يستخدمون شكلاً من أشكال التخاطب المرئي، فإنه لا يتعلم كيف يتحدث ولا كيف يستخدم الإشارة، ويحس بعزلته اللغوية التي ينتج عنها مشكلات حادة سواء اجتماعية وفكرية ووجدانية، لذلك فعائق هذا الطفل ليس عائق اتصال فقط لان الأم والأب لم يعرفان كيف يزيلون حاجز الاتصال فيتضاعف عائق الطفل ويتفاقم.
وعلى ذلك فإن الأطفال الصم بحاجة إلى تنمية شخصية مزدوجة كأعضاء في مجتمع من الصم، وكأعضاء في المجتمع ككل، ولكي يتسنى لهم ذلك ينبغي أن تتاح لهم فرص اللقاء والمقابلة مع أطفال صم وراشدين صم، يستخدمون لغة الإشارة، وكذلك فرص اللقاء مع أناس يسمعون، وعلى المخططين التربويين أن يمعنوا النظر فيما يعنيه عجز المرء عن تحصيل لغة يستخدمها تلقائياً أناس يسمعون، غير أن عليهم أيضا أن ينظروا إلى الأطفال الصم على أنهم أفراد لديهم ما لدى سائر الأطفال من إمكانيات النمو العقلي والبدني والاجتماعي والثقافي والوجداني.

وظائف اللغة للأصم وأشكال الاتصال:
للغة مجموعة من الوظائف تخدم من خلالها الفرد كما تخدم الجماعة، ونذكر منها:
1- التواصل بين الناس وتبادل المعرفة والمشاعر وإرساء دعائم التفاهم والحياة المشتركة.
2- التعبير عن حاجات الفرد المختلفة.
3- النمو الذهني المرتبط بالنمو اللغوي وتعلم اللغة الشفوية أو الإشارية يولد لدى الفرد المفاهيم والصور الذهنية.
4- ارتباط اللغة بأطر حضارية مرجعية حضارية تضرب عمقاً في التاريخ والمجتمع
5- الوظيفة النفسية --- فاللغة تنفث عن الإنسان وتخفف من حدة المضغوطات الداخلية التي تكبله، ويبدو ذلك في مواقف الانفعال والتأثر.

لغة الإشارة ودورها في عملية الدمج التربوي والاجتماعي والاقتصادي
لذلك كله فان تطوير وسائل التعبير لدى الأصم وتذليل الصعوبات ليصل إلى التعبير عن ذاته كله وحاجاته ومولية، يساعده على الخروج من عالم العزلة والخوف والإحباط إلى عالة متفتح على الناس، وعلى المحيط مما يؤدي به إلى التوازن والتكيف وتنمية قدراته للمساهمة في الحياة الاجتماعية وعلى البذل والعطاء في مجالات المعرفية والمهنية والثقافية، لذلك يجب مراعاة الاستعداد الطبيعي للأصم وتلقائيته، وعدم فرض وسيلة للتواصل وإلغاء الوسائل الأخرى التي فيها ارتياحاً ومتنفساً لعزلته النفسية والاجتماعية.

طرق الاتصال :
تعتمد أنظمة الاتصال لدى الأصم على الاتصال الشفوي أو الاتصال الإشاري، ولكن هناك العديد من طرق الإتصال المنبثقة عن هذين النظامين ، وهي :
1-الأسلوب الشفوي:
وهو تعليم الصم وتدريبهم دون استخدام لغة الإشاره أو التهجئة بالأصابع فلا يستخدم الاتصال الشفوي سوى القراءة والكتابة.
2 -الإشارات اليدوية المساعدة لتعليم النطق:
وهي أشكال عفوية من تحريك اليدين وتهدف إلى المساعدة في تلقين الأصم اللغة المنطوقة وتمثل بوضع اليدين على الفم أو الأنف أو الحنجرة أو الصدر، للتعبير عن طريقة مخرج حرف معين من الجهاز الكلامي.
3 - قراءة الشفاة:
وتعتمد الانتباه وفهم ما يقوله شخص بمراقبة حركة الشفاة ومخارج الحروف من الفم واللسان والحلق، أثناء نطق الكلام.
4 - لغة التلميح:
وهي وسيلة يدوية لدعم اللغة المنطوقة، يستخدم المتحدث فيها مجموعة من حركات اليد تنفذ قرب الفم مع كل أصوات النطق وهذه التلميحات تقدم للقارئ لغة الشفاة والمعلومات التي توضح ما يلتبس علية في هذه القراءة وجعل وحدات الصوتية غير الواضحة- مرئية.
5 - أبجدية الأصابع الاشارية:
وهي تقنية الاتصال والتخاطب تعتمد تمثيل الحروف الأبجدية، وتستخدم غالباً في أسماء الأعلام أو الكلمات التي ليس لها إشارة متفق عليها.
6 - طريقة اللفظ المنغم:
أسسها - غوبرينا اليوغسلافي ، تعتمد في جملة من المبادئ أهمها أن الكلام لا ينحصر في خروج الأصوات بطريقة مجردة، بل إن الكلام تعبير شامل تتدخل فيه حركات الجسم كالإيماء وملامح الوجة والإيقاع والنبرة والإشارة، فالمتكلم يستخدم كل إمكانيات التعبير، وتعتمد هذه الطريقة استعمال البقايا السمعية واستغلالها عن طريق أجهزة خاصة
7 - لغة الإشارة:
8 -الاتصال الشامل (الكلي):
ويعني ذلك استعمال كافة الوسائل الممكنة والمتاحة ودمج كافة أنظمة الاتصال والتخاطب السمعية واليدوية والشفوية والإيماءات والإشارات وحركات اليدين والأصابع والشفاه والقراءة والكتابة لتسهيل الاتصال وتيسيره.

تاريخ لغة الاشاره
ترجع أقدم المحاولات المعروفة المتصلة بتنمية قدرات الاتصال لدى الصم إلى رجلي دين في الكنيسة الكاثولوكية، الأول اسباني - بدرو بانس دوليون، والثاني فرنسي - دولابي، وقد عاشا في القرن السابع عشر، أهتم - دوليون - بتنمية التواصل الشفوي لدى الصم وقد نجح في تعليم قراءة اللغة اللاتينية لشقيقين أصمين، وطريقتة لا تبتعد كثيراً عن الطريقة الشفوية الحالية المعتمدة على قراءة الشفاه، وظهرت في الفترة ذاتها تقريباً طريقة أبجدية الأصابع التي ترمز إلى الحروف في الأبجديات المختلفة عن طريق أوضاع معينة لليد والأصابع وذلك بطريقة اصطلاحية تماماً.
أما لغة الإشارة فقد وجدت بشكل تلقائي لدى الصم، وكانت تتسم دائماً بالمحلية ، فتختلف من بلد إلى آخر، ومن جهة أخرى، وأول من بادر إلى تنظيمها وتقنينها هو الأب (دولابي) الذي نظم الإشارات التي يستعملها الصم ودونها في قاموس صغير وأصبحت هذه اللغة هي اللغة الأساسية في المدارس التي كان يشرف عليها.
ومن بين من ساهم في نشر هذه اللغة (غالوديه) الذي سافر سنة 1817الى أمريكا وأسس مدرسة لتعليم الصم تحمل إلى اليوم اسمه، تطورت إلى إن أصبحت اليوم أول جامعة في العالم تعتني بالتعليم العالي للصم والبحوث والدراسات، ويرأسها عميد أصم، ويشكل الصم نسبة عالية من الأساتذة ، وتعتمد فيها لغة الإشارة في الدرجة الأولى.

وقد تعرضت الطريقة الإشارية في القرن الماضي إلى هجوم شديد من أنصار الطريقة الشفوية، وتم منع هذه الطريقة في المؤتمر الدولي الذي انعقد عام 1880 في مدينة "ميلانو" ، وفرض الطريقة الشفوية التي بقيت الوحيدة المعترف بها خلال قرن تقريباً في أوربا الغربية وبعض الجهات في الولايات المتحدة ، فكان يمنع على الصم منعاً باتاُ استعمال لغة الإشارة في المدارس المختصة لكن هذا المنع لم يحل دون استعمال الصم اللغة الاشارية فيما بينهم.
وعاد الاهتمام بلغة الاشارة بدءاً من ستينات هذا القرن، اذ نما الوعي لدى الصم الامريكيين بعد إن فرض الأسوياء عليهم اللغة الشفوية--- نوع من التسلط والتدخل في أمورهم، فناضلوا ضد من يحاول دمجهم عنوة في لغة الأسوياء، وبدؤوا ينظرون إلى أنفسهم كأقلية مثل العديد من الجاليات الأجنبية غير الناطقة بالإنجليزية والموجود في الولايات المتحدة، وقامت أبحاث حول لغة الإشارة في جامعة غالودية، أعادت شيئاً من الاعتبار إلى هذه اللغة، ثم ظهر اهتمام في الدول الاسكندنافية بها، أما أوربا الغربية ولاسيما فرنسا وايطاليا وبلجيكا وأسبانيا فلم تهتم بهذه اللغة إلا في منتصف السبعينيات.

أهمية لغة الإشارة وخصائصها
يشتد الاهتمام - في السنوات الأخيرة - بلغة الإشارة للصم بعد أن أصبحت لغة معترفاً بها في كثير من دول العالم في المدارس والمعاهد ونظر إليها على أنها اللغة الطبيعية الأم للأصم لاتصالها بأبعاد نفسية قوية لدية ولما تميزت به من قدرتها على التعبير بسهولة - عن حاجات الأصم وتكوين المفاهيم لدية بل لقد -أصبح لدى المبدعين من الصم القدرة على إبداع قصائد شعرية ومقطوعات أدبية وترجمة الشعر الشفوي إلى هذه اللغة التي تعتمد - أساسا - على الإيقاع الحركي للجسد ولاسيما اليدين، فاليد وسيلة رائعة للتعبير بالأصابع وتكويناتها يمكن أن نضحك ونبكي أن نفرح ونغضب، ونبدي رغبة ما، ونطلق انفعالاً ونفرج عن أنفسنا كما يمكن الغناء والتمثيل باليد بدلا من الغناء والتمثيل الكلامي وقد أطلق احدهم شعار (( عينان للسماع )) وهناك تصور خاطئ بأن لغة الإشارة ليست لغة قد تكون مجموعة من الحركات أو الرموز أو الإيماءات ولكنها ليست لغة لها بنيتها وقواعدها.
وربما كان التصور الخاطئ الأكثر انتشارا هو أن لغات الإشارة جميعاً متشابهة أو دولية وهذا ليس صحيحاً فالاتحاد العالمي للصم أصدر بياناً يؤكد فيه: (( أنه لا توجد لغة إشارة دولية )) ولغات الإشارة متمايزة كل منها عن الأخرى مثلها مثل لغات الكلام المختلفة.
والتصور الخاطئ الآخر هو أنه من الواجب ابتكار لغة إشارات دولية كشأن الاسبرانتو لجميع الشعوب إن الصم مثلهم مثل أي مجتمع أثني أو وطني، يرون أن التخلي عن لغتهم الأصلية أمر لا يمكن قبوله.
وأخيراً يتصور بعضهم أن لغات الإشارة هي نسخ بصرية من لغات الكلام: بمعنى إن لغة الإشارة الأمريكية لابد أن تكون هي الإنجليزية وهذا أيضاً بعيد عن الحقيقة فلغة الإشارة البريطانية و الأمريكية مختلفان تماما كل منهم عن الأخرى.
تدرك لغة الإشارة وتنتج من خلال قنوات بصرية وحركية لا من خلال وسيلة سمعية وشفهية كاللغة العادية، لذلك كان لكل لغة خصائص عن الأخرى.

وتؤدى لغة الإشارة بيد واحدة أو بيدين تؤديان تعبيراً في أماكن مختلفة من الجسم أو أمام المتحدث بالإشارة وتشمل هذه التعبيرات الحركة والتحديد المكاني وشكل اليد وتحديد الاتجاه ومجموعة واسعة يطلق عليها الإشارات غير اليدوية وهذه المظاهر الخمسة للغة الإشارة تحدث في وقت واحد وليس في تتابع مثل خروج الأصوات في اللغة المحكية. فلغة الإشارة ليست مجرد اليدين بل يساهم في إنتاجها اتجاة نظره العين وحركة الجسم والكتفين والفم والوجه وكثيراً ما تكون هذه الإشارات غير اليدوية هي السمة الأكثر حسماً في تحديد المعنى وتراكيب الجملة ووظيفة الكلمة.
وتشير أمثلة التراكيب النحوي هذه إلى الأبعاد الزمنية للغة أي وقت حدوث الأفعال وهناك نطاق مكاني أيضاً للغة الإشارة إذ تستخدم الحركة في اتجاهات مختلفة في نطاق الأبعاد للتعبير عن دلالات نحوية معينة.

نتائج بعض الأبحاث حول لغة الإشارة
لغة الإشارة لغة طبيعية، قواعدها النحوية مستقلة عن اللغات المحكية لأنها تتطور تطوراً طبيعياً مع الزمن لدى طائفة مستخدميها ولأن الأطفال الذين يكتسبوها يفعلون ذلك بالطريقة ذاتها بالنسبة للغة أخرى ولأن مبادئ بنيتها النحوية هي ذات المبادئ لكل اللغات الإنسانية، ولكنها تمتلك خصوصية مستقلة في نظامها تجعل كل لغة إشارة وحيدة.
هناك أراء مختلفة أولية اللغة التي يستعملها الطفل الأصم هل هي اللغة الاشارية أو اللغة الشفوية المحكية ؟ وقد راجت فكرة تقول: إن تعلم لغة الإشارة المبكر يطبق تعلم اللغة الشفوية المحكية.
لقد اثبت بعض الباحثين إن الأطفال الصم من أبوين أصمين أفضل في تحصيلهم الدراسي من الأطفال لأبوين سامعين، ويرجع ذلك إلى عنصر حاسم، وهو اكتساب هؤلاء لغة في وقت مبكر واتصالهم المستمر بمن هم متمكنون من هذه اللغة في موضوعات الحياة اليومية وفضلاً عن ذلك فهم يعيشون مع أمثالهم حيث يستطيعون إن يكونوا هويتهم الاجتماعية الخاصة دون إن يعقهم هذا من تعليم لغة مجتمعهم الأم قراءة وكتابة كما اثبت البحث أن ثنائية اللغة (الإشارة والمحكية) تقوي بعض الجوانب المعرفية.
ولقد اثبت الدراسات المتعاقبة في الولايات المتحدة إخفاق تعليم الصم وأظهرت تدني مستواهم التحصيلي عن أقرانهم في كل المستويات والأعمال على الرغم من الآمال والجهود المبذولة والأموال المنفقة على أدوات الاستماع والأساتذة المتخصصين وآخر صيحة في عالم الحسابات في محاولة لاكساب الطفل الأصم اللغة الإنكليزية والفهم عن طريق الصوت ويرى الباحثون سبب الإخفاق إلى اللغة الشفوية المحكية التي يحاول السامعون فرضها على الصم لذلك يخفق الأطفال لأبوين سامعين في اكتساب لغة طبيعية بين 4 - 5 سنوات ويصلون إلى المدرسة متأخرين لغوياً واجتماعياًعن إقرانهم الذين نشئوا في وسط أصم وتعلموا بطريقة طبيعية لغة الإشارة فحصلوا على معلومات أكبر عن واقعهم وتمتعوا بإمكانية لغوية أفضل للغة الإنجليزية وللغة الإشارة.

ومن الواضح إن الظروف المساعدة على تعلم لغة طبيعية أكثر ملائمة للتطبيع الاجتماعي للغوي والتطور الانفعالي وقد اثبتت الدراسات أن القدرة على تعلم اللغة الأولى اكبر في السنوات الأولى من حياة الطفل والذي يرغب في تعلم لغة ثانية هو في حاجة إلى أساس في لغة طبيعية قبل أن يحاول تعلم هذه اللغة الثانية ولغة الأم تسهل لغة ثانية ودونها لا يتوصل إلى إتقان هذه اللغة تماما، ومن هنا كانت الضرورة لتعلم لغة الإشارة كلغة طبيعية ولغة أولى في سن مبكرة وقد دلت بعض التجارب - تجربة الأردن مثلاً - أن تعلم لغة الإشارة كأسلوب تخاطبي في سن مبكرة غير قادر على إعطاء النتائج المتوقعة، وان الأهل الذين يرسمون لأطفالهم ضعاف السمع سياسة تأهيلية تعتمد لغة الإشارة يدخلون في مرحلة إحباط شديدة وبالتالي لا يجوز رسم سياسة تخاطبية تعتمد لغة الإشارة بشكل أساسي لمن دون الخمس سنوات لأنها تكرس الإعاقة وتغذي مضاعفاتها وتقفز على الاولويات والتأهيل النطقي فرصة لابد منه قبل اللجوء إلى استخدام أسلوب آخر ولغة الإشارة هي الخيار الأخير، أما بعد الخمس سنوات فيؤخذ الأمر على أساس فردي لاجماعى حسب درجة الإعاقة وحسب الحالة.

ومع أهمية لغة الإشارة للأصم إلا انه في حاجة إلى التعبير الشفوي والقراءة والكتابة لمحاولة دمج في المجتمع الكلي وأظهرت الدراسات والأبحاث والتجارب ضرورة استخدام الطريقتين الاشارية والشفوية في تعليم الصم للوصول إلى تواصل أفضل وقد أظهرت جمعية في فرنسا تحمل اسم: لغتان لتربية واحدة وأثبتت أحد الأبحاث إن ثنائية اللغة تقوي بعض الجوانب المعرفية وتوصل إلى إن اكتساب الطفل الأصم للغة الإشارة مع لغة المجتمع الأم بشكل متواقت هو ميزة كبيرة وليس عقبة.
وهناك كثير من الباحثين الصم وغير الصم اقترحا لموضوع. تعليم ثنائي اللغة وجعلوا لغة الإشارة هي اللغة للطفل الأصم ولغة المجتمع ألام هي اللغة الثانية.وهناك مؤتمر دولي عقد في السويد لمناقشة هذا الموضوع .
ولقد قوى الاهتمام عالمياً بلغة الإشارة فقامت معاهد ومؤسسات لدراستها ودعمها وتعليمها وتأهيل أطر متخصصة للترجمة منها واليها وأصبحت اللغة الرئيسية في المؤتمرات الدولية التي تعقد حول الصم وناضل الصم ومازالوا في سبيل الاعتراف بلغتهم وبثقافتهم المتميزة ويرون في هذا الاعتراف والتميز سبيلاً إلى دمجهم الاجتماعي والتربوي والاقتصادي.
وقد رأى الاتحاد العربي للهيئات العاملة في رعاية الصم ضرورة بذل الجهود لجمع لغة الإشارة وتوثيقها وتطويها في إرجاء الوطن العربي ووضع قاموس لها وهو يقوم حالياً بمشروعه هذا بالتعاون مع المكتب الإنمائي للأمم المتحدة.كما جعل لغة الإشارة احد محاور مؤتمر السادس الذي عقد في الشارقة والمحور الرئيسي لندوته العملية الخامسة التي عقدت في دمشق للوصول إلى حلول ملائمة لتعليم الصم.

بعض التوصيات للاتحاد العالمي عن أهمية لغة الإشارة
هذه التوصيات التي اقترحتها لجنة الإشارة المنبثقة عن القسم العلمي في الاتحاد العالمي للصم والتي أقرها المؤتمر الحادي عشر العالمي للصم المنعقد في طوكيو 1991
o إقرار لغة الإشارة كلغة رسمية للصم شأنها شأن اللغة الأم وحق استخدامها في جميع أنحاء العالم ودعوة جميع لحكومات لتنفيذها
o إقرار حق الأطفال الصم بالتعليم المبكر للغة الإشارة ومن ثم تعلم اللغة الثانية للقراءة والكتابة بلغة الإشارة
o تلقى الأصم العلوم المدرسية الأكاديمية بلغة الإشارة الأم.
o ضرورة إعداد برامج تعليمية لغة الإشارة إلى أهالي الصم والناس المحيطين بهم وتأهيل المعلمين تأهيلاً عالياً لإتقانها.
o إعداد أبحاث ودراسات عن لغة الإشارة في الجامعات ومراكز البحوث والمعاهد التعليمية في كل بلد ونشرها وتوزيعها.
o تشجيع الصم لحضور الاجتماعات المحلية والدولية التي تهتم بموضوع لغة الإشارة وضرورة الإطلاع على كل جديد في هذا المجال.
o زيادة تأهيل مترجمين من اللغات الأم إلى لغة الإشارة وإعداد برامج تدريبية مناسبة لهم
o تطوير تقنيات الترجمة واجهزتها السمعية وذلك لتوطيد العلاقات والاتصالات بين الصم ومجتمعهم وتمكين الصم من تلقى المعلومات والأخبار من حولهم
o ضرورة إدخال لغة الإشارة في كافة وسائل الأعلام.

أهمية الدمج في إثراء لغة الإشارة عند الصم
يتمثل الهدف الرئيسي من الدمج لتعليم الأطفال الصم بأن تتاح لهم فرص المشاركة في حياة مجتمع البالغين لسائر الناس لذا كان من المفاهيم الرئيسية للعمل مع الأشخاص الصم بل ومع جميع المعاقين مفهوم الدمج ولكن يجب إن نضع في الاعتبار ما يترتب على دمج الصم من عواقب في مجال الاتصال فقد يتعرضوا لحظر عزلة حقيقية إن هم ادمجوا مع أناس يسمعون دون إن تتاح لهم فرص الاتصال بغيرهم من الصم ولا يمكن للأشخاص الصم إن يمارسوا المشاركة الفعالة والمنتجة إلا إذا توافرت الشروط التي تناسبهم هم لذلك يجب إن تتاح لهم إمكانية الالتقاء بغيرهم من الصم وفرص اتخاذ القرارات التي تنظم حياتهم مما يكسبهم الثقة بالنفس بذلك يتمكنون من المشاركة في حياة مجتمع أفراده يسمعون.
كيف نبلغ هذا الهدف
حتى يمكننا بلوغ هذا الهدف فلا بد من وضع برامج فبل سن المدرسة وهو ما يطلق عليها سنوات ما قبل سن الدراسة وإنشاء مدارس أو أقسام مدرسية تخصص لرياض الأطفال الصم فإذا كان المجتمع ينفق الكثير في تزويد عدد من المدرسين بتدريب خاص في تربية الصم فغن خبرة هؤلاء المدرسين وتجاربهم يمكن إن تكون أكثر جدوى إذا جمع الأطفال الصم في مدارس خاصة بدلا من دمجهم كأفراد في برامج تعليم عادية وأن يمتد ذلك إلى النظر في إنشاء برامج للتدريب قبل المهني والتدريب المهني التي تلبي للأشخاص الصم من حاجات في مجال الاتصال.

دور أندية الصم ومنظماتهم في تطوير لغة الإشارة
فئات الصم من أهم الفئات التي ترغب دائماً في وجود أماكن خاصة بهم يجتمعون فيها لدراسة ومناقشة قضاياهم العامة والخاصة ويحسون باستقلالية تامة سواء في أندية الصم أو جماعات حرة محدودة أو منظمات خاصة بالصم وذلك راجع إلى إحساسهم بأنه هناك لغة واحدة مشتركة في الاتصال فيما بينهم لغة الإشارات ويؤدي ذلك إلى خلق نوع من التزاوج والتعارف فيما بينهم مهما اختلفت الثقافات التي ينتمون إليها وينجب معظم الأزواج الصم أطفالا يسمعون وهم يعيشون حياة أسرية شبيهه بحياة سائر الناس إذا استثنينا وضع الأزواج اللغوي الذي ينشأ فيه أطفالهم ويكبرون.

تطوير الصم لثقافتهم الخاصة
نلاحظ أنه في كثير من بلدان العالم يحاول الصم تطوير ثقافتهم الخاصة بهم وذلك من خلال ثقافة الأكثرية التي يعيشون في وسطهم وهناك أسباب كثيرة واضحة لنشوء ثقافة خاصة بالصم منها الان الأشخاص الصم يستمتعون بوجودهم على شكل جماعات لأنهم يستطيعون الاتصال والتخاطب فيما بينهم بيسر وأيضا تبادل الخبرات والتجارب ومن ذلك قامت بعض البلدان التي تضم منظمات الصم والأندية المحلية للصم بأن تتولى بانتظام إقامة الحفلات والمباريات الرياضية والعروض المسرحية من خلال لغة الإشارة والإيماءات والدليل على استمراها ومزاولة نشاطها ذلك النجاح والازدهار والنمو لتلك المنظمات لأنها تلبي حاجة حقيقية في حياة الصم وتعتبر صورة من صور الدمج وصلة من التواصل بينهم وبين سائر المجتمع، من خلال ذلك يجب تشجيع إقامة أندية للصم وتنظيم أنشطة خاصة بهم صغاراً كانوا أم كباراً وتشجيعهم على المشاركة في أندية إدارة تلك المنظمات وأدرانها وعلى تدريب المعلمين والإباء على التخاطب بلغة الإشارة حتى يكتسب الصم من خلال هذه الخبرات والتجارب ما هم بحاجة إليه من قوة وشجاعة للمشاركة في ثقافة الأغلبية ثقافة مجتمع أفراده يسمعون ويقدمون على تعلمها ومزاولتها على الصم الذين يعيشون وسطهم.

الاشاري العربي للصم بين المحلية..الإقليمية ..العالمية
إن لغة الإشارة بين قد تحولت من نظم التخاطب فيما بينهم وقد يكتسبها الأطفال الصم كوسيلتهم الرئيسية أو الوحيدة للتخاطب، لذا..سنجد حتماً لغات إشارة محلية أو إقليمية إذا أتحدث مصادر هذه الإشارات.
ونحن نعلم إن جميع اللغات تتأثر بالبيئة المادية والاجتماعية التي تستخدم فيها اللغةفاذا كان الإنسان يعيش في بيئة ساحلية فسوف نجد في لغتهم الفاظاً للعبير عن الصيد والسفن والملح وقد تخلو من اللفظ عبارات الأسد أو الثلج وذلك يصدق على لغة الإشارة لذلك كانت انسب الألفاظ للغة الإشارة هي لغة الإشارة المستخدمة في ذلك المجتمع لذلك يجب إن نبحث عن هذه اللغة ولا نستورد إشارة من المجتمع آخر هذه اللغة ستعتبر لغة أجنبية بالنسبة لجميع أفراد المجتمع سواء من الصم أو من السامعين.
وخير دليل على إيجاد قاموس أشاري عربي للصم هو إن نبدأ أولا بتنظيم دروس في لغة إشارة لمعلمي وآباء الصم والبحث عن أماكن يتجمع أشخاص صم سواء في المدن أو القرى أو عن اسر أفرادها صم واستخدامها لمصادر الإشارة أو كمساعدين للمعلمين وهذا هو الأفضل مع العمل على توحيد هذه الإشارات وتقنيتها ولغة الإشارة قد تتباين وتختلف من مجموعة صم إلى مجموعة أخرى ومن مدينة إلى مدينة أخري ومن معلم إلى معلم وحتى من صف دراسي إلى صف أخر فما بالك من اختلافها من بلد إلى بلد فأي لغة من لغات الإشارة أو لهجتها ينبغي عليه الاختيار للتعليم في مدارس الصم من هذه الإشارات توحيدها لوضعها في قاموس إن هذا السؤال ليس من السهل الإجابة علية ولكن يمكن إن نضع إمامنا ما يأتي:-
1 - لغة الإشارة وطابعها يحدده حجم وصفة الجماعة التي تستخدمها لذلك يفضل لغة الإشارة التي استقر بها المقام وتستخدمها جمعا كبيرة من الناس وليست لغة أخرى لم يمض عليها وقت طويل ويستخدمها أشخاص يجمع بينهم تنظيم مؤقت لن يكتب له الدوام.
2 - لغة الإشارة بلغة الكلام التي يستخدمها أناس يسمعون ويقيمون في نفس المنطقة فقد يستخدم الصم حركات شفاة يحاكون بها كلمات معينة أثناء الآتيان بالاشارةفعندما يأتي بالإشارة الدالة على العطش ربما يحاكى الشفاة المقترنة بنطق كلمة ((عطشان)) وعادة لا يقترن ذلك بأي صوت بل يكتفي بتحريك الشفاة في صمت
3 - لكي نختار بين لغات الإشارة المحلية والإقليمية فقد تواجهنا بعض الصعوبات خاصة باللهجات لذا يجب علينا الوقوف على أي لغات الكلام تستخدم في نفس المنطقة التي تستخدم فيها لغات الإشارة (( خاصة في بلاد شمال أفريقيا)) ومن الأفضل إن تختار لغة الإشارة من لغة الكلام المستخدم في تعليم القراءة والكتابة للأطفال الصم.
4 - أما لغة الإشارة العالمية للصم والتي يجب إن تتوحد في أمور معينه يتفق عليها الجميع من خلال دراسة المعاجم والقواميس الأجنبية للغة الصم.

السمات المشتركة في لغة الإشارة :
نعلم جميعاً أن لغة الإشارة يوجد تشابه كبير فيما بينها من بعض النواحي فيما يسمى بالسمات المشتركة بين جميع لغات الإشارة نذكر منها :
أ‌- الإيماء والحركات
لغة الإشارة تعتمد على أنها تدارك بالعينين وأن عدداً من الإشارات ألت تحاكي التلويح باليد وداعاً أو بالتهديد أو الوعيد وبعض الإشارات تحاكي و تدل على الأشياء التي تقوم بها مثال ذلك عندما نرفع الكأس إلى الفم للدلالة على الشرب أو على استعمال فرشاة المعجون أو نظافة الأسنان وهكذا وهنا تكون حركة الأيدي في الإشارة أسرع وأقصر منها في إتيان الفعل نفسه
وفي بعض الإشارات يحاكي شكل الشئ المراد الدلالة عليه وهنا تتحرك الأيدي مقلدة حركة نفس الشئ ويأتي ذلك في الإشارة الدالة عل الطائر أو التي تدل عىل الفراشة عندما تحاكي الإشارة حركة الناحين.
وقد تكون الإشارات في كثير من الحالات لا تعدو إن تكون إشارة نموذج أو إلى شئ المراد التحدث عنه أومثلة ذلك نحن نشير إلى أعلى للدلاله على السماء أو إلى الشفتين للدلالة عليها وقد نشير إلى السماء للدلالة على اللون الأزرق وعندما نلجأ للإشارة لمخاطبة الناس أو التحدث عن نفسك وعن الآخرين فحين تشير إلى بدنك تعنى ((أنا)) وعندما إلى محدثك تعني ((أنت))
وعندما تقتنع بإتقانك الإيماء الحركات تجد من السهل عليك التفكير في طرق للتخاطب مع أشخاص صم..مثال ذلك يمكنك مثلا أن تدل على أسد بتشكيل يديك على هيئة مخلبين وإضفاء الشراسة على وجهك أو بتحريك يدك فوق ظهر رأسك كما لو كنت تلمس عفرة أسد فقد تصلح أي من الإشارتين للدلالة على ((أسد)) وهذه السمة من سمات للغة الإشارة من حيث احتوائها على الإيماء والحركات تيسر التخاطب مع الأشخاص الصم حتى عندما لا تعرف بضع إشارات غير انه ينبغي لك إن تذكر إن الأشخاص الصم قد تكون لديهم إشارة موحدة لأي من الاشاياء التي تريد التحدث عنها فربما هم لا يستخدمون مثلاً سوى إشارة تشكيل يديك على هيئة مخلبين وإخفاء الشراسة على وجهك دون الإشارة التي تدل على عفرة الأسد وفي تلك الحالة ينبغي إن تستخدم الإشارة الموحدة ولكن في بعض الأحيان قد تشعر إن الإشارة الموحدة التي يستخدمها أناس صم لا يرتفع في وصفها الشئ المقصود إلى مستوى الجودة الذي تبلغه إشارة ابتكرها ولكن يجب إن تخدم الإشارة التي يؤثرها الصم أنفسهم.
ب‌- الإيقاع واستخدام اللغة الجسدية:
عندما ترى أشخاصاً صماً يأتون فإننا سنهتم بما تفعله أيديهم لكننا سوف نلاحظ أن الصم لا يقتصرون على استخدام أيديهم في الإشارة بل يستخدمون أجسامهم ووجوههم فعندما يريدون إضفاء نوع من الإيقاع على إشارتهم فإنهم يستخدمون حركات أجسامهم كما نفعل نحن عند الحديث فنحن نغير السرعة ونغمة الصوت للدلالة على الحدود من الجمل أما الصم فهم يأتون بوسائل بصرية للدلالة على تلك الحدود من خلال حركات طفيفة بأجسامهم وإحداث تغيرات على تعبير وجوههم والرأس تستخدم حركاتها للتعبير عن النفي والإثبات و تعبير الوجه للدلالة عن مشاعر الفرح والحزن والخوف، ويجب أن تعير تعابير وجهك قدراً من الاهتمام عندما تتحدث مع الصم وقد يستخدم الفم وحركات الشفاة مصحوبة بإشارات اليد بحيث تصف شيئاً معيناً مثال ذلك بأنك تحرك يدك كأنك تمسك قلماً للتشبية بحركة الكتابة ويلازمها حركات معينة بشفتيك للدلالة على إن شخصاً تسرع في الكتابة أو لم يلق عناء أو تشد عضلات وجهك أو تغمض عينيك نصف اغماضة للدلالة على إن شخصاً كتب بصعوبة من ذلك نجد إن أجزاء الجسم خاصة العينين والوجه واليدين لهما دوراً أساسياً وبارزاً في توضيح الإشارات ويحدث أحياناً إن يستخدم الشخص الأصم كلتا اليدين ليأتي إشارتين في وقت واحد.
جـ - لغة الإشارة والمحاكاة
بعض الإشارات التي يستخدمها الصم تعتمد في أساسها على المحاكاة فكثيراً ما يأتي إشارة ((يمشي)) بأن تبرز سبابتك وأصبعك الوسطي منفرجتين ومشيرتين ال أسفل محاكاة للساقين ثم تحرك الإصبعين محاكاة الكيفية التي يمشي بها الناس وأين يسيرون وكيف وقد تتشكل كل أصابع اليد لمحاكاة حركة الوقوف - الجلوس وأيضا الأدوات التي نستخدمها مثل ((السرير)) ونحن لا نستطيع إن نستخدم شكل اليد والإصبعان السبابة والوسطي منفرجتان إلا عندما نتحدث عن إنسان أو حيوان من ذوات الساقين كالدجاجة مثلاً وسوف نجد أن الأشخاص الصم قد تختلف إشارة اليد لديهم من بلد إلى آخر عندما يتحدثون عن السيارات أو الدراجات أو القوارب أو الفيلة أو ما إلى ذلك.